سماع الأفكار أصبح حقيقة! علماء يحولون الموجات الدماغية إلى كلام مسموع

تقنية رائدة تعتمد على الذكاء الاصطناعي تسمح بتحويل موجات الدماغ إلى كلام طبيعي في أقل من ثانية

فريق التحرير
فريق التحرير

ملخص المقال

إنتاج AI

طور علماء تقنية لتحويل موجات الدماغ إلى كلام مسموع باستخدام الذكاء الاصطناعي، مما مكّن امرأة مشلولة من استعادة قدرتها على التواصل اللفظي. تعتمد التقنية على شريحة عصبية تُسجل النشاط الكهربائي في الدماغ وتحويله إلى كلام مسموع في الزمن الحقيقي تقريبًا.

النقاط الأساسية

  • علماء يطورون تقنية لتحويل موجات الدماغ إلى كلام مسموع بالذكاء الاصطناعي.
  • التقنية مكّنت مشلولة رباعيًا من استعادة النطق عبر شريحة عصبية ونظام ذكاء اصطناعي.
  • الإنجاز يفتح آفاقًا واعدة لمن فقدوا القدرة على النطق بسبب الأمراض والإصابات.

تحقق حلم طال انتظاره على يد علماء من جامعتي كاليفورنيا في بيركلي وسان فرانسيسكو، عبر تطوير تقنية رائدة لتحويل موجات الدماغ إلى كلام مسموع بشكل لحظي باستخدام الذكاء الاصطناعي. هذا الابتكار الثوري، الذي نُشرت تفاصيله في دورية Nature Neuroscience، مكّن سيدة تعاني من شلل رباعي من استعادة قدرتها على التواصل اللفظي، بعد سنوات من فقدانها النطق، ليصبح “سماع الأفكار” حقيقة علمية للمرة الأولى.

كيف تعمل التقنية؟

تعتمد التقنية على زرع شريحة عصبية دقيقة في دماغ المريضة، تُسجل النشاط الكهربائي العصبي خلال محاولتها التفكير في الكلام دون إصدار أي صوت. تُبث البيانات مباشرًة لنظام ذكاء اصطناعي متطور، يقوم بتحليل إشارات الدماغ وتحويلها فورًا إلى كلام مسموع يخرج بصوت شبيه بالنبرة الأصلية للمريضة. فأصبحت قادرة على “التحدث” بجمل كاملة تسمعها بنفسها ومَن حولها في الزمن الحقيقي تقريبًا، بعد أن كان التأخير في الأجيال السابقة يصل إلى ثماني ثوان.

التطور التقني والإنجاز الطبي

نجح العلماء في تقليص زمن الانتقال إلى أقل من ثانية بين نية النطق وإصدار الصوت، مع قدرة على فك رموز جمل معقدة وحتى كلمات غير موجودة في بيانات التدريب، مما يعكس قدرة النظام على “فهم” جوهر اللغة وليس مجرد التكرار. استُخدم نموذج ذكاء اصطناعي صوتي مدرّب ليُخرج الصوت الناتج قريب من الشخصية الأصلية لصاحبة التجربة، ما يمنحها تجربة تواصل أكثر واقعية وسيطرة أكبر على النبرة والسرعة وحتى الروح التعبيرية.

آفاق واعدة… لمن لا يستطيع النطق

Advertisement

تبرز أهمية الإنجاز للأشخاص الذين يعانون من أمراض أو إصابات تمنعهم من النطق الطبيعي (مثل الشلل أو التصلب الجانبي الضموري)، حيث يمنحهم هذا النظام قدرة فورية على التواصل الصوتي من خلال “ترجمة أفكارهم” مباشرة إلى كلمات مسموعة وطبيعية، دون الحاجة إلى الكتابة أو الإشارات التقليدية.

التحديات والاستثمار العالمي

ورغم هذا التقدم المبهر، لا تزال هناك تحديات تتعلق بتطوير الشرائح العصبية، وتصغير الأجهزة، وضمان دقتها وأمانها على المدى الطويل. كما يشهد المجال منافسة شديدة بين مشاريع مثل “نيورالينك” من إيلون ماسك و”بارادروميكس”، ما يبشر بحلول جذرية للتواصل البشري في السنوات القليلة المقبلة.

هكذا تتحقق بعض أحلام الخيال العلمي، ليصبح “سماع الأفكار” عبر الحاسوب واحدة من أكثر ثورات الطب العصبي والذكاء الاصطناعي إثارة في القرن الواحد والعشرين.