قد يعتقد البعض أن فهم قوانين كرة القدم هو شأن يخص اللاعبين والحكام والمدربين فقط. لكن الحقيقة هي أن الغوص في أعماق هذا “الدستور الكروي” يفتح للمشجع آفاقًا جديدة تمامًا. إنه المفتاح لتقدير أعمق لجماليات اللعبة الخفية، لتكتيكاتها المعقدة، وللعبقرية الكامنة في تحركات اللاعبين وقرارات المدربين. الفهم العميق للقوانين ينقل المتابع من مقعد المشاهد السلبي إلى محلل واعٍ، قادر على فك شفرات اللعبة وتقدير كل لحظة فيها، تمامًا كما كان يفعل الصحفي اللامع جرانت وال، الذي امتاز بقدرته على “تحليل مباراة أو خطة تكتيكية ببصيرة عميقة” مع تذكيرنا دائمًا بأنها “لعبة إنسانية”.
جدول المحتويات
كرة القدم- تعرف على سحر المستديرة
إن جاذبية كرة القدم لا تكمن فقط في الأهداف المذهلة أو المهارات الفردية الخارقة، بل في الصراع المنظم والإمكانات السردية التي تخلقها قواعدها. قوانين كرة القدم ليست جامدة؛ إنها تتطور، تعكس تطور اللعبة نفسها، والسعي المستمر نحو العدالة والإثارة. إن وجود هيئة مثل المجلس الدولي لكرة القدم (IFAB) وتحديثاته المنتظمة لقوانين اللعبة لدليل قاطع على أن هذه القوانين هي وثيقة حية، يتم تنقيحها باستمرار لتحسين الرياضة.
في كل زاوية من هذا الكوكب، من الملاعب الترابية المتواضعة في الأزقة الخلفية إلى الصروح الرياضية الشاهقة التي تتسع لعشرات الآلاف، هناك لغة عالمية تُعزف أوتارها بحماسة وشغف لا يضاهى: إنها كرة القدم. هذه اللعبة، التي تبدو في ظاهرها بسيطة للغاية – فريقان، كرة واحدة، وهدفان – هي في جوهرها نظام معقد ومتناغم من القوانين والقواعد التي تشكل إطارها، وتصقل دراماها، وتمنحها ذلك السحر الذي يأسر قلوب المليارات. إنها ليست مجرد رياضة، بل ظاهرة ثقافية وإنسانية، وكما أشار كتّاب كبار، هي “لعبة إنسانية يستمتع بها الناس ويلعبونها”
هذا الدليل الذي بين يديك ليس مجرد سرد جاف لقوانين كرة القدم الـ سبعة عشر إنه محاولة للغوص في فلسفة كل قانون، وتأثيره المباشر على مجريات اللعب، وكيف يعكس الروح الإنسانية والتنافسية لهذه الرياضة. سننطلق في رحلة شاملة، مستوحاة من أسلوب العمالقة في الكتابة الرياضية، لنغطي كل قانون بتفصيلاته الدقيقة وتعديلاته الأحدث، بأسلوب يجمع بين الدقة الصحفية المطلوبة والعمق التحليلي الذي يثري الفهم، تمامًا كما كان يفعل وال بـ”خبرته مع التواضع، وشغفه مع العقلانية”. نعدك بأن هذه الرحلة ستغير نظرتك لكرة القدم إلى الأبد، وستجعلك أكثر قربًا من نبضها الحقيقي.
قوانين كرة القدم
قبل أن تنطلق صافرة البداية معلنةً بدء فصل جديد من فصول الدراما الكروية، لا بد من تهيئة المسرح الذي ستُنسج على أرضه الأحلام وتُحسم فيه البطولات. كل عنصر في هذا المسرح، من أبعاد الملعب الدقيقة إلى مواصفات الكرة الصارمة، ومن زي اللاعبين الموحد إلى معداتهم الوقائية، له دوره المحوري في تشكيل طبيعة اللعبة وضمان سيرها بعدالة وتكافؤ. إن هذه التفاصيل، التي قد تبدو هامشية للبعض، هي في الواقع الأساس الذي تقوم عليه اللعبة الأكثر شعبية في العالم.
1. القانون الأول: ميدان اللعب – حيث تُنسج الأحلام وتُحسم البطولات
ميدان اللعب ليس مجرد مساحة خضراء؛ إنه رقعة الشطرنج التي يتبارى عليها الفنانون، والساحة التي تشهد لحظات الانتصار والانكسار. مواصفاته الدقيقة ليست اعتباطية، بل هي نتاج عقود من التطور لضمان العدالة وتوفير التحدي الرياضي الأمثل. يجب أن يكون ميدان اللعب مستطيل الشكل، ويُغطى بالكامل بالعشب الطبيعي، أو يمكن أن يكون من العشب الصناعي بالكامل إذا سمحت لوائح المنافسة بذلك، شريطة أن يكون لونه أخضر. كما يمكن أن يكون مزيجًا من العشب الطبيعي والصناعي (نظام هجين).
أما عن أبعاده، فيجب أن يكون طول خط التماس أطول من طول خط المرمى. في المباريات الدولية، يتراوح الطول بين 100 و 110 أمتار (110-120 ياردة)، والعرض بين 64 و 75 مترًا (70-80 ياردة). أما في المباريات غير الدولية، فالحدود أكثر مرونة: الطول بين 90 و 120 مترًا (100-130 ياردة)، والعرض بين 45 و 90 مترًا (50-100 ياردة).
هذه الأبعاد القياسية تخلق بيئة موحدة للمنافسة العالمية، ومع ذلك، فإن الاختلافات الطفيفة ضمن النطاقات المسموح بها يمكن أن تؤثر بمهارة على أساليب اللعب، وهو ما قد يقدره المحلل التكتيكي الذي يرى كيف يؤثر حجم الملعب على استراتيجيات الضغط، ومدى التمرير، وقدرة اللاعبين على التحمل.
يتم تخطيط الملعب بخطوط واضحة لا يزيد عرضها عن 12 سم (5 بوصات). الخطان الطويلان يسميان خطي التماس، والخطان القصيران خطي المرمى. يُقسم الملعب إلى نصفين بواسطة خط منتصف الملعب، الذي يربط بين نقطتي منتصف خطي التماس. وفي منتصف هذا الخط، توجد علامة مركز الملعب التي تحيط بها دائرة نصف قطرها 9.15 متر (10 ياردات)، وهي دائرة المنتصف.
أمام كل مرمى، توجد منطقتان حيويتان:
منطقة المرمى: يتم رسم خطين عموديين على خط المرمى على مسافة 5.5 متر (6 ياردات) من الحافة الداخلية لقائمي المرمى، ويمتد هذان الخطان داخل ميدان اللعب لمسافة 5.5 متر (6 ياردات) ثم يتم ربطهما بخط موازٍ لخط المرمى.
منطقة الجزاء:
يتم رسم خطين عموديين على خط المرمى على مسافة 16.5 متر (18 ياردة) من الحافة الداخلية لقائمي المرمى، ويمتد هذان الخطان داخل ميدان اللعب لمسافة 16.5 متر (18 ياردة) ثم يتم ربطهما بخط موازٍ لخط المرمى. داخل كل منطقة جزاء، توجد علامة الجزاء على مسافة 11 مترًا (12 ياردة) من نقطة منتصف خط المرمى. وخارج كل منطقة جزاء، يرسم قوس دائرة نصف قطرها 9.15 متر (10 ياردات) من مركز علامة الجزاء.
تطور هذه العلامات، مثل إدخال منطقة الجزاء، يعكس التطور التكتيكي للعبة والحاجة إلى تقنين الاستجابات للمواقف الجديدة.
مرمى الهدف هو قلب الملعب النابض، ويتكون من قائمين رأسيين مثبتين على مسافة متساوية من رايتي الركنية، يربطهما من الأعلى عارضة أفقية. المسافة بين القائمين من الداخل هي 7.32 متر (8 ياردات)، وارتفاع الحافة السفلية للعارضة عن الأرض هو 2.44 متر (8 أقدام).
يجب أن يكون القائمان والعارضة باللون الأبيض، وبنفس العرض والسمك الذي لا يزيد عن 12 سم (5 بوصات)، ويجب أن يكونا مصنوعين من مادة معتمدة وألا يشكلا أي خطر. ومن الضروري تثبيت المرميين بإحكام في الأرض، بما في ذلك المرامي المتنقلة.
في كل زاوية من زوايا الملعب الأربع، توضع راية ركنية على قائم لا يقل ارتفاعه عن 1.5 متر (5 أقدام) ولا يكون له رأس مدبب. يمكن أيضًا وضع قوائم رايات مماثلة عند طرفي خط منتصف الملعب، على بعد لا يقل عن متر واحد خارج خط التماس. وأخيرًا، توجد المنطقة الفنية، وهي مساحة محددة خارج خط التماس يجلس فيها الجهاز الفني والبدلاء، وتخضع لقواعد سلوك معينة.
من التعديلات الحديثة لموسم 2024/2025، تم توضيح أن إشارة تقنية خط المرمى (GLT)، التي تساعد الحكم في تحديد ما إذا كانت الكرة قد تجاوزت خط المرمى بالكامل، يمكن أن تصل إلى الحكم أيضًا عبر سماعة الأذن أو سماعة الرأس المخصصة له. هذا التطور يعكس السعي المستمر نحو الدقة في اتخاذ القرارات الحاسمة.
2. القانون الثاني: الكرة – رفيقة الدرب وأداة السحر
الكرة هي محور اللعبة، الأداة التي يداعبها اللاعبون بمهارة، ويسددونها بقوة، ويمررونها بدقة. لضمان العدالة وتكافؤ الفرص، أحد قوانين كرة القدم أن تستوفي الكرة مواصفات قياسية صارمة. يجب أن تكون مستديرة الشكل، ومصنوعة من الجلد أو أي مادة أخرى مناسبة ومعتمدة. محيطها يجب ألا يقل عن 68 سم (27 بوصة) وألا يزيد عن 70 سم (28 بوصة).
أما وزنها عند بدء المباراة، فيجب ألا يقل عن 410 غرامات (14 أونصة) وألا يزيد عن 450 غرامًا (16 أونصة). كما يجب أن يكون ضغطها مساويًا لما بين 0.6 و 1.1 ضغط جوي (600 – 1100 جم/سم²) عند مستوى سطح البحر. هذه المواصفات الدقيقة تضمن سلوكًا متوقعًا للكرة في الهواء وعلى الأرض، مما يسمح للاعبين بتطوير مهاراتهم في التحكم والتسديد والتمرير بثقة، ويجعل المهارة هي العامل الفارق الأساسي، وليس التباين في المعدات.
إذا تلفت الكرة أو أصبحت غير صالحة للاستخدام أثناء سير المباراة، يقوم الحكم بإيقاف اللعب. يتم استئناف اللعب بإسقاط كرة بديلة في المكان الذي كانت فيه الكرة الأصلية عندما أصبحت تالفة. أما إذا تلفت الكرة أثناء توقف اللعب (لركلة بداية، ركلة مرمى، ركلة ركنية، ركلة حرة، ركلة جزاء، أو رمية تماس)، فيتم استئناف اللعب بالركلة أو الرمية المعنية باستخدام كرة بديلة.2 إن قواعد استبدال الكرة التالفة تؤكد على أهمية الحفاظ على هذا المعيار طوال المباراة.
يجوز وضع كرات إضافية تفي بمتطلبات القانون الثاني حول ميدان اللعب لاستخدامها أثناء المباراة، شريطة أن تكون تحت إشراف ومراقبة الحكم. هذا الإجراء يهدف إلى تسريع وتيرة اللعب وتقليل الوقت الضائع في انتظار استعادة الكرة.
3. القانون الثالث: معدات اللاعبين – بين الأمان، الأداء، والهوية
توازن قواعد كرة القدم معدات اللاعبين بين ثلاثة اعتبارات أساسية: سلامة اللاعبين، تحديد هوية الفريق، وضمان العدالة في المنافسة. المعدات الإلزامية الأساسية لكل لاعب تتكون من: قميص (فانيلة) ذو أكمام، سروال قصير، جوارب، واقيات للساق، وحذاء رياضي. تطور هذه المعدات، مثل إلزامية واقيات الساق، يعكس تركيزًا متزايدًا على رفاهية اللاعبين.
السلامة هي الأولوية القصوى. يجب ألا يستخدم اللاعب أي معدات أو يرتدي أي شيء يعتبره الحكم خطيرًا عليه أو على لاعب آخر. جميع أنواع المجوهرات (قلائد، خواتم، أساور، أقراط، أربطة جلدية أو مطاطية، إلخ) ممنوعة ويجب إزالتها. لا يُسمح بتغطية المجوهرات بالشريط اللاصق.
واقيات الساقين جزء لا يتجزأ من معدات الحماية. يجب أن تكون مصنوعة من مادة مناسبة (مثل المطاط أو البلاستيك أو مواد مشابهة) توفر درجة حماية معقولة، ويجب أن تكون مغطاة بالكامل بالجوارب. ومن التعديلات الجديدة لموسم 2024/2025، تم التأكيد على أن اللاعبين أنفسهم مسؤولون عن حجم وملاءمة واقيات الساق التي يرتدونها.
الألوان تلعب دورًا هامًا في تحديد هوية الفرق وتسهيل مهمة الحكام والجمهور. يجب أن تكون ألوان ملابس الفريقين متباينة بوضوح عن بعضها البعض، وكذلك عن ألوان ملابس طاقم التحكيم. ويجب أن يرتدي كل حارس مرمى ألوانًا تميزه عن اللاعبين الآخرين وعن الحكام. هذا التمييز اللوني ضروري للاعبين والمسؤولين والمتفرجين على حد سواء.
بالإضافة إلى المعدات الإلزامية، هناك معدات أخرى يمكن للاعبين ارتداؤها، مثل أغطية الرأس (إذا كانت سوداء أو بنفس اللون الرئيسي للقميص، وتفي بمتطلبات السلامة)، والنظارات الرياضية المصممة خصيصًا لهذا الغرض، شريطة ألا تشكل خطرًا. من تعديلات موسم 2024/2025، تم إدراج القفازات التي يرتديها اللاعبون (بخلاف حراس المرمى) وسراويل البدلة الرياضية التي قد يرتديها حارس المرمى تحت قسم “معدات أخرى” بدلاً من “معدات إلزامية”، مما يعكس استخدامها الاختياري.
يجب أن يكون لكل فريق قائد يرتدي شارة ذراع إلزامية ومميزة لتحديد هويته، وهو تعديل تم التأكيد عليه لموسم 2024/2025.
هناك قيود صارمة على الشعارات والبيانات والصور والإعلانات التي يمكن عرضها على معدات اللاعبين. يجب ألا تحتوي المعدات على أي شعارات أو بيانات أو صور سياسية أو دينية أو شخصية. اللاعبون الذين يكشفون عن شعارات أو رسائل من هذا القبيل على ملابسهم الداخلية سيتم معاقبتهم من قبل منظم المسابقة أو الاتحاد الدولي لكرة القدم (FIFA).
في حالة مخالفة أي من متطلبات هذا القانون، لا يوقف الحكم اللعب فورًا. يتم توجيه اللاعب المخالف لمغادرة ميدان اللعب لتصحيح معداته، ولا يمكنه العودة إلا بعد أن يتأكد الحكم (أو الحكم الرابع) من أن المعدات أصبحت مطابقة للقانون، وعادةً ما يكون ذلك عند توقف اللعب التالي.
فرسان الميدان – اللاعبون ودورهم في اللعبة
بعد أن استعرضنا مسرح العمليات الكروية ومعداته الأساسية، ننتقل الآن إلى العنصر الأهم والأكثر حيوية في هذه الدراما الرياضية: اللاعبون. إنهم الفنانون الذين يبدعون على المستطيل الأخضر، والجنود الذين يدافعون عن حصونهم، والعقول المدبرة التي تنفذ الخطط التكتيكية. قوانين اللعبة تنظم مشاركتهم وتفاعلاتهم بدقة، بدءًا من عددهم المسموح به، مرورًا بعمليات التبديل التي قد تغير مجرى المباراة، وصولًا إلى دور قائد الفريق الذي يمثل حلقة الوصل بين المدرب وزملائه في الميدان.
4. القانون الرابع: اللاعبون – العدد، التبديلات، وقائد الأوركسترا
تبدأ كل مباراة بفريقين، لا يتجاوز عدد لاعبي كل منهما أحد عشر لاعبًا، ويجب أن يكون أحدهم حارس مرمى. لا يمكن بدء المباراة أو استمرارها إذا قل عدد لاعبي أي من الفريقين عن سبعة لاعبين. هذا العدد (11 لاعبًا) هو حجر الزاوية في تشكيلات كرة القدم الحديثة، بينما يضمن الحد الأدنى (7 لاعبين) عدم تحول المباراة إلى مهزلة أو منافسة غير متكافئة بشكل صارخ. تاريخيًا، شهد عدد اللاعبين تطورًا، ففي بدايات اللعبة كان يمكن أن يصل إلى 28 لاعبًا لكل فريق قبل أن يستقر على 11 لاعبًا في أواخر القرن التاسع عشر.
أما بالنسبة للبدلاء والتبديلات، فقد شهد هذا الجانب تطورات كبيرة في السنوات الأخيرة، استجابةً للمتطلبات البدنية المتزايدة للعبة الحديثة ورغبةً في منح المدربين مرونة تكتيكية أكبر، مع الحفاظ على سلامة اللاعبين.
- في المباريات الرسمية التي تشرف عليها FIFA أو الاتحادات القارية أو الوطنية، يمكن استخدام خمسة تبديلات كحد أقصى لكل فريق. ولتجنب الإفراط في إيقاف اللعب، يُمنح كل فريق عادةً ثلاث فرص فقط لإجراء هذه التبديلات الخمسة (بالإضافة إلى فرصة بين الشوطين).
- في المباريات الودية، يمكن استخدام عدد أكبر من البدلاء، بشرط أن يتفق الفريقان على ذلك مسبقًا وأن يتم إبلاغ الحكم قبل المباراة.
- تعديل 2024/2025 يمنح الاتحادات الوطنية مرونة أكبر في تحديد عدد التبديلات المسموح بها في مسابقات فئات الشباب، وقدامى اللاعبين، وذوي الاحتياجات الخاصة، والبراعم (كرة القدم الشعبية).
أحد أهم التطورات الحديثة هو إدراج “التبديلات الإضافية الدائمة المتعلقة بارتجاج الدماغ” كخيار متاح للمسابقات. يهدف هذا البروتوكول إلى إعطاء الأولوية لصحة اللاعب وسلامته. إذا اشتبه في إصابة لاعب بارتجاج في المخ، يمكن للفريق إجراء تبديل إضافي لهذا اللاعب دون أن يُحتسب ضمن التبديلات الخمسة العادية. وفي هذه الحالة، يُمنح الفريق المنافس أيضًا خيار إجراء تبديل إضافي لضمان تكافؤ الفرص.
هذا الإجراء يمثل خطوة هامة نحو التعامل بجدية أكبر مع إصابات الرأس في كرة القدم، وهو توجه قد يلقى تقديرًا من المهتمين بالجانب الإنساني للعبة، كما كان يفعل جرانت وال الذي عُرف بحساسيته تجاه الضغوط المفروضة على اللاعبين.
تتم عملية التبديل وفق إجراءات محددة: يجب إبلاغ الحكم قبل إجراء التبديل. يغادر اللاعب المستبدَل ميدان اللعب من أقرب نقطة على خط الحدود (ما لم يسمح له الحكم بالخروج من خط المنتصف). يدخل اللاعب البديل ميدان اللعب من خط المنتصف فقط وبعد خروج اللاعب المستبدَل وحصوله على إشارة من الحكم.
يمكن لأي لاعب في الملعب أن يغير مركزه مع حارس المرمى، بشرط أن يتم إبلاغ الحكم بذلك قبل إجراء التغيير، وأن يتم التغيير أثناء توقف اللعب، وأن يرتدي اللاعب الذي أصبح حارس مرمى قميصًا يميزه عن بقية اللاعبين والحكام.
إذا دخل شخص غير مصرح له إلى ميدان اللعب (مثل بديل لم يستكمل إجراءات التبديل، أو مسؤول من الجهاز الفني) أثناء سير اللعب، يوقف الحكم اللعب فقط إذا تدخل هذا الشخص في اللعب. إذا سجل الفريق الذي ينتمي إليه هذا الشخص هدفًا وتدخل هذا الشخص في اللعب، يُلغى الهدف ويُستأنف اللعب بركلة حرة مباشرة أو ركلة جزاء. أما إذا لم يتدخل في اللعب، فيمكن احتساب الهدف. هذه القاعدة تهدف إلى حماية نزاهة اللعبة من التدخلات الخارجية.
اللاعب الذي يُطرد قبل ركلة البداية يمكن استبداله فقط بأحد البدلاء المسميين. اللاعب الذي يُطرد بعد ركلة البداية لا يمكن استبداله، ويجب على فريقه إكمال المباراة بعدد أقل من اللاعبين.
أخيرًا، يجب أن يكون لكل فريق قائد، يتميز بارتداء شارة ذراع واضحة. القائد مسؤول بشكل عام عن سلوك فريقه، وليس لديه أي وضع خاص أو امتيازات بموجب قوانين اللعبة، ولكنه يتحمل مسؤولية التواصل مع الحكم في بعض الأحيان. التأكيد على إلزامية شارة القائد هو من توضيحات موسم 2024/2025.
إن قوانين كرة القدم المنظمة لعدد اللاعبين والتبديلات هي توازن دقيق بين الحفاظ على التدفق التقليدي للعبة، وضمان المنافسة العادلة، وإعطاء الأولوية لرفاهية اللاعبين.
قضاة الملاعب – الحُكّام وسلطتهم المطلقة
في قلب كل مباراة كرة قدم، يقف رجال ونساء يرتدون زيًا مختلفًا، مسلحين بصافرة وبطاقات وقدر هائل من المسؤولية. إنهم الحكام، قضاة الملاعب الذين لا يقتصر دورهم على مجرد تطبيق القوانين، بل يمتد ليشمل إدارة إيقاع اللعبة، والتعامل مع ضغوط اللاعبين والجماهير، واتخاذ قرارات حاسمة في أجزاء من الثانية قد تغير مصير مباراة بأكملها. إنهم شخصيات محورية في دراما كل مواجهة، وسلطتهم، وإن كانت مدعومة الآن بالتكنولوجيا، تظل حجر الزاوية في ضمان سير اللعب بعدالة ونزاهة.
5. القانون الخامس: الحكم – سيد الملعب وقراره النهائي
يتمتع حكم المباراة بسلطة كاملة لتطبيق قوانين اللعبة فيما يتعلق بالمباراة التي يديرها. قراراته المتعلقة بالحقائق المتصلة باللعب، بما في ذلك ما إذا كان الهدف قد سُجل أم لا ونتيجة المباراة، هي قرارات نهائية. هذه “النهائية” (قبل تدخل تقنية VAR في حالات محددة) تضع مسؤولية هائلة على عاتق فرد واحد، وتتطلب منه ليس فقط معرفة عميقة بالقوانين، بل أيضًا قوة شخصية وقدرة على اتخاذ قرارات حاسمة تحت ضغط هائل.
تمتد سلطات وواجبات الحكم لتشمل ما يلي :
- تطبيق قوانين اللعبة: هذا هو جوهر دوره.
- السيطرة على المباراة: بالتعاون مع الحكام الآخرين.
- ضبط الوقت وتسجيل أحداث المباراة: يعمل كساعة المباراة الرسمية ويقدم تقريرًا عن المباراة إلى الجهات المختصة، يتضمن معلومات عن أي إجراءات تأديبية تم اتخاذها وأي حوادث أخرى وقعت قبل أو أثناء أو بعد المباراة.
- إيقاف اللعب أو تعليقه أو إنهائه: لأي مخالفة للقوانين، أو بسبب أي نوع من التدخل الخارجي، أو لإصابة لاعب بشكل خطير.
- السماح باستمرار اللعب (إتاحة الفرصة): إذا ارتكب فريق مخالفة ولكن الفريق المنافس سيستفيد من استمرار اللعب، يجب على الحكم أن يسمح بذلك، ويعاقب على المخالفة الأصلية إذا لم تتحقق الفائدة المتوقعة في غضون ثوانٍ قليلة.
- الإجراءات الانضباطية: يملك الحكم سلطة اتخاذ إجراءات تأديبية ضد اللاعبين الذين يرتكبون مخالفات تستوجب الإنذار أو الطرد. تمتد هذه السلطة من لحظة دخوله ميدان اللعب لإجراء الفحص قبل المباراة حتى مغادرته ميدان اللعب بعد انتهاء المباراة (بما في ذلك ركلات الترجيح). إذا ارتكب لاعب مخالفة تستوجب الإنذار أو الطرد داخل أو خارج ميدان اللعب تجاه لاعب منافس، زميل، أحد الحكام، أو أي شخص آخر، أو ضد قوانين اللعبة، فإنه يعاقب وفقًا لطبيعة المخالفة.
- التعامل مع الإصابات: يجب على الحكم إيقاف اللعب إذا رأى أن لاعبًا قد أصيب إصابة خطيرة والسماح بتقييم حالته. لا يُسمح للاعب المصاب الذي تم تقييمه و/أو علاجه بالعودة إلى ميدان اللعب حتى يتم استئناف اللعب. هناك استثناءات لهذه القاعدة، مثل إصابة حارس المرمى، أو تصادم لاعبين من نفس الفريق، أو إصابة ناتجة عن مخالفة استوجبت بطاقة صفراء أو حمراء للمنافس.
- معدات الحكم: تشمل عادةً ساعة (أو أكثر)، صافرة، دفتر ملاحظات (أو وسيلة أخرى لتسجيل تفاصيل المباراة)، وبطاقات صفراء وحمراء.
- إشارات الحكم: يستخدم الحكم مجموعة من الإشارات اليدوية الموحدة لتوضيح قراراته للاعبين والجمهور.
من التجارب الهامة التي يدرسها المجلس الدولي لكرة القدم (IFAB) لعام 2024 وتهدف إلى دعم الحكام وتحسين بيئة اللعب:
- منطقة حصرية للقائدين: السماح فقط لقائد الفريق بالاقتراب من الحكم للتحدث بشأن قرار معين، وذلك للحد من تجمهر اللاعبين حول الحكم ومضايقته.
- فترات “هدنة” رسمية: بعد المواجهات أو الاحتكاكات الجماعية بين اللاعبين، يمكن للحكم أن يطلب من الفريقين العودة إلى منطقتي جزائهما لتهدئة الأجواء.
- إعلان الحكم للقرار النهائي وشرحه: بعد مراجعة مطولة عبر تقنية حكم الفيديو المساعد (VAR)، يمكن للحكم أن يعلن قراره النهائي وربما يقدم شرحًا موجزًا له عبر نظام الإذاعة الداخلية للملعب.
هذه التجارب تشير إلى اعتراف بالتحديات التي يواجهها الحكام ومحاولة لتحسين ظروف عملهم وزيادة وضوح القرارات للجميع. إن دور الحكم يتجاوز كونه مجرد منفذ للقانون؛ إنه يتطلب إدارة للمباراة، وقوة نفسية، وقدرة على اتخاذ قرارات فورية تحت ضغط هائل. وكما كان جرانت وال يسلط الضوء على الجوانب الإنسانية في الرياضة ، فإن الضغط الهائل الذي يتعرض له الحكام هو بالتأكيد أحد هذه الجوانب.
6. القانون السادس: الحكام الآخرون – عيون إضافية لدعم العدالة
لم يعد حكم الساحة يعمل بمفرده في إدارة تعقيدات مباراة كرة القدم الحديثة. بل أصبح يعتمد على فريق متكامل من الحكام الآخرين، لكل منهم مهام محددة تهدف إلى ضمان تغطية شاملة لمجريات اللعب وتقليل احتمالية الأخطاء في القرارات الحاسمة. هذا التوسع في طاقم التحكيم يعكس السرعة المتزايدة للعبة وتعقيداتها التكتيكية، والرغبة في تحقيق أقصى درجات العدالة، يتكون فريق الحكام الآخرين عادةً من:
الحكمان المساعدان (حكام الخطوط):
يتم تعيين حكمين مساعدين تكون مهمتهما الإشارة إلى:
- متى تكون الكرة بكاملها قد تجاوزت ميدان اللعب (خارج خط التماس أو خط المرمى).
- أي فريق له الحق في رمية الركنية أو ركلة المرمى أو رمية التماس.
- متى يكون اللاعب في موقف تسلل ويجب معاقبته.
- عند طلب تبديل.
- عندما يرتكب سوء سلوك أو أي حادث آخر خارج مجال رؤية الحكم.
- عند ارتكاب مخالفات ويكون للحكام المساعدين رؤية أفضل من الحكم (وهذا يشمل، في ظروف معينة، المخالفات المرتكبة في منطقة الجزاء).
- ما إذا كان حارس المرمى، عند تنفيذ ركلة الجزاء، قد تحرك من خط مرماه قبل ركل الكرة وما إذا كانت الكرة قد تجاوزت الخط. يستخدم الحكام المساعدون رايات للإشارة إلى قراراتهم.2 تاريخيًا، تطور دورهم من مجرد “مراقبي خطوط” إلى جزء لا يتجزأ من فريق اتخاذ القرار.
الحكم الرابع:
يساعد الحكم الرابع في مختلف المهام الإدارية قبل وأثناء وبعد المباراة، كما هو محدد من قبل الحكم. وتشمل مهامه عادةً:
- الإشراف على إجراءات التبديل.
- فحص معدات اللاعبين والبدلاء.
- الإشراف على إعادة دخول اللاعب إلى ميدان اللعب بعد تصحيح معداته أو تلقي العلاج.
- الإشارة إلى الحد الأدنى من الوقت الإضافي الذي قرره الحكم في نهاية كل شوط.
- إبلاغ الحكم بسلوك غير مسؤول من أي شخص في المنطقة الفنية.
الحكام المساعدين الإضافيون (خلف المرمى):
في بعض المسابقات، يمكن تعيين حكمين مساعدين إضافيين يتمركزان خلف كل مرمى. مهمتهما الرئيسية هي مساعدة الحكم في تحديد ما إذا كانت الكرة قد تجاوزت خط المرمى بالكامل (لتسجيل هدف)، وفي مراقبة المخالفات التي تحدث داخل منطقة الجزاء عندما تكون رؤيتهما أفضل من الحكم.
الحكم المساعد الاحتياطي: يتم تعيينه في بعض المسابقات ليحل محل أي حكم مساعد أو حكم رابع غير قادر على الاستمرار في مهامه. ومن التعديلات التي تم التأكيد عليها في موسم 2023/2024، سُمح للحكم المساعد الاحتياطي بتقديم مساعدة أكبر لحكم الساحة وتقديم المشورة له ولمساعديه في جميع الأحداث التي تقع داخل الملعب وخارجه عندما تكون رؤيته أوضح.
حكام الفيديو (VAR و AVAR):
(سيتم تناولهم بالتفصيل في فصل لاحق) وهم حكام المباراة الذين يساعدون الحكم الرئيسي من خلال مراجعة لقطات الفيديو في حالات محددة وواضحة.
إن وجود هذا الفريق المتكامل من الحكام يعكس سعي اللعبة نحو الدقة والعدالة، ويساعد في تغطية جميع جوانب الملعب والمواقف المعقدة التي قد تنشأ. وكما كان جرانت وال يقدر الشمولية والعمق في تغطيته ، فإن وجود عدة مسؤولين يهدف إلى ضمان تغطية أفضل وأكثر شمولاً لأحداث المباراة.
إيقاع اللعبة – من صافرة البداية إلى تحديد المصير
تنبض كرة القدم بإيقاع خاص، يتأرجح بين التدفق السريع للعب ولحظات التوقف التي تعيد ترتيب الأوراق. القوانين التي تحكم هذا الإيقاع، بدءًا من تحديد مدة الصراع على المستطيل الأخضر، مرورًا بكيفية انطلاق الشرارة الأولى مع كل صافرة بداية، ووصولًا إلى الطرق التي يُحسم بها مصير المواجهات، هي جوهر ما يجعل كرة القدم تجربة فريدة ومثيرة. إنها القوانين التي تضبط الزمن، وتحدد متى تكون الكرة حية أو ميتة، وكيف يُعلن عن المنتصر في نهاية المطاف.
7. القانون السابع: مدة المباراة – الوقت هو الحكم الصامت
الوقت في كرة القدم هو عنصر حاسم، إطار زمني محدد تجري ضمنه فصول المباراة بكل ما تحمله من إثارة وندية. تتألف المباراة من شوطين متساويين، مدة كل منهما 45 دقيقة. هذا هو المعيار في معظم المباريات الاحترافية. ومع ذلك، يمكن تعديل هذه المدة بالاتفاق بين الفريقين والحكم قبل بدء اللعب، خاصة في مباريات الشباب أو البطولات التي قد تفرض ظروفًا معينة (مثل عدم كفاية الإضاءة لإكمال 90 دقيقة)، شريطة أن يكون هذا التعديل متوافقًا مع لوائح المسابقة.
يحق للاعبين الحصول على فترة راحة بين الشوطين، لا تتجاوز مدتها عادةً 15 دقيقة. يجب تحديد مدة هذه الاستراحة في لوائح المسابقة، ولا يمكن تغييرها إلا بموافقة الحكم.
أحد الجوانب التي تثير الكثير من النقاش والترقب في قوانين كرة القدم هو “الوقت بدل الضائع” أو “الوقت المحتسب بدل الضائع”. يعوض الحكم في نهاية كل شوط عن كل الوقت الذي ضاع خلال ذلك الشوط بسبب:
- التبديلات.
- تقييم و/أو نقل اللاعبين المصابين من ميدان اللعب.
- إضاعة الوقت المتعمدة.
- العقوبات التأديبية (مثل إشهار البطاقات).
- التوقفات الطبية المسموح بها بموجب لوائح المسابقة (مثل استراحات شرب الماء “cooling breaks” أو استراحات المشروبات “drinks breaks”).
- التأخيرات المتعلقة بمراجعات وقرارات حكم الفيديو المساعد (VAR).
- الاحتفالات بتسجيل الأهداف (وهو بند تم التأكيد على أهمية احتسابه بدقة في تعديلات 2023/2024).
- أي سبب آخر يؤدي إلى تأخير كبير في استئناف اللعب (مثل إصلاح معدات الملعب أو تدخل جسم غريب). يقرر الحكم الرابع عادةً الحد الأدنى من الوقت الإضافي بناءً على توجيهات حكم الساحة، ويتم الإعلان عنه في الدقيقة الأخيرة من كل شوط. ومع ذلك، يمكن للحكم زيادة هذا الوقت إذا رأى ذلك مناسبًا، لكن لا يمكنه تقليله.
إذا كان يجب تنفيذ أو إعادة تنفيذ ركلة جزاء في نهاية أحد الشوطين، يتم تمديد زمن ذلك الشوط حتى يتم الانتهاء من تنفيذ ركلة الجزاء. هذه القاعدة تضمن عدم حرمان أي فريق من فرصة مستحقة بسبب انتهاء الوقت الأصلي.
في حالة إلغاء مباراة قبل نهايتها الطبيعية (لأي سبب كان)، يتم عادةً إعادة المباراة بالكامل، ما لم تنص لوائح المسابقة على خلاف ذلك (مثل اعتماد النتيجة وقت الإلغاء أو اتخاذ قرار آخر).
إن الإدارة الدقيقة للوقت أمر بالغ الأهمية لتحقيق العدالة في كرة القدم. مفهوم “الوقت الإضافي” هو سمة فريدة تحاول التعويض عن الانقطاعات الحتمية، على الرغم من أن حسابه يظل فنًا تقديريًا للحكم، مما يؤدي غالبًا إلى الدراما والنقاش. وكما كان أسلوب جرانت وال السردي يجد مادة غنية في التوتر والمواقف المثيرة للجدل ، فإن اللحظات المحيطة بالوقت بدل الضائع، خاصة في المباريات الحاسمة، غالبًا ما تكون كذلك.
8. القانون الثامن: بداية واستئناف اللعب – لحظة الانطلاق وما بعدها
كل شوط من المباراة، وكل مرة تهتز فيها الشباك، يتبعهما طقس محدد لإعادة الحياة إلى الكرة وبدء فصل جديد من اللعب. طريقتان رئيسيتان تحكمان هذه اللحظات: ركلة البداية، وإسقاط الكرة. كلاهما مصمم لضمان بداية أو استئناف عادل ومنظم للعب، يمهد الطريق للمنافسة المفتوحة.
ركلة البداية:
تُستخدم ركلة البداية لبدء كل شوط من المباراة (الأول والثاني، وكذلك شوطي الوقت الإضافي إن وجد)، وأيضًا لاستئناف اللعب بعد تسجيل هدف.
قبل بدء المباراة، يتم إجراء قرعة (عادةً بعملة معدنية) بين قائدي الفريقين. الفريق الذي يفوز بالقرعة يختار إما المرمى الذي سيهاجمه في الشوط الأول أو تنفيذ ركلة البداية. الفريق الآخر يأخذ الخيار المتبقي. في الشوط الثاني، يتبادل الفريقان الأدوار: الفريق الذي لم ينفذ ركلة بداية الشوط الأول هو من ينفذها في الشوط الثاني، ويهاجم الفريقان المرميين المعاكسين.
عند تنفيذ ركلة البداية، يجب أن يكون جميع اللاعبين في نصف الملعب الخاص بهم. ويجب أن يكون لاعبو الفريق الذي لا ينفذ ركلة البداية على مسافة لا تقل عن 9.15 متر (10 ياردات) من الكرة حتى تصبح في اللعب. يجب أن تكون الكرة ثابتة على علامة مركز الملعب. يعطي الحكم الإشارة، وتصبح الكرة في اللعب بمجرد أن تُركل وتتحرك بوضوح (عادةً إلى الأمام، ولكن يمكن ركلها في أي اتجاه). اللاعب الذي ينفذ ركلة البداية لا يجوز له لمس الكرة مرة أخرى حتى تلمس لاعبًا آخر.
ومن المثير للاهتمام أنه يمكن تسجيل هدف مباشرة في مرمى الفريق المنافس من ركلة البداية.
إسقاط الكرة:
يتم اللجوء إلى إسقاط الكرة لاستئناف اللعب عندما يوقف الحكم المباراة لأي سبب غير منصوص عليه في قوانين اللعبة (مثل إصابة خطيرة للاعب ولم تكن هناك مخالفة، أو تدخل جسم غريب في الملعب، أو إذا أصبحت الكرة تالفة ولم يكن هناك توقف سابق للعب، أو إذا لمست الكرة الحكم وأدت إلى تغيير حيازة أو هجمة واعدة).
تغيرت إجراءات إسقاط الكرة بشكل كبير في السنوات الأخيرة بهدف تقليل النزاع وتسريع الاستئناف. حاليًا، تُسقط الكرة لحارس مرمى الفريق المدافع في منطقة جزائه إذا كان اللعب قد أُوقف والكرة في منطقة الجزاء، أو إذا كانت آخر لمسة للكرة في منطقة الجزاء. في جميع الحالات الأخرى، تُسقط الكرة للاعب واحد من الفريق الذي لمس الكرة آخر مرة في المكان الذي كانت فيه الكرة عند إيقاف اللعب.
يجب أن يكون جميع اللاعبين الآخرين (من كلا الفريقين) على مسافة لا تقل عن 4 أمتار (4.5 ياردة) من الكرة حتى تصبح في اللعب. تصبح الكرة في اللعب بمجرد ملامستها للأرض. اللاعب الذي تُسقط له الكرة لا يجوز له لمسها مرة أخرى حتى تلمس لاعبًا آخر.2 هذا التطور في قاعدة إسقاط الكرة، من إسقاط متنازع عليه إلى إسقاط للاعب واحد، هو تبسيط كبير يهدف إلى العدالة وتقليل التحديات الجسدية غير الضرورية، وهو خروج عن شكلها التاريخي.
من التوضيحات الهامة التي أشار إليها FIFA ومن المتوقع أن تنعكس في قوانين اللعبة لموسم 2025 (وقد تكون جزءًا من تفسيرات قانون 8.2 “الكرة داخل مجال اللعب”)، أنه تُحتسب ركلة حرة غير مباشرة دون اتخاذ أي عقوبة تأديبية عندما يلمس الكرة مسؤول فريق أو بديل أو لاعب مُستبدَل أو مطرود أو لاعب يوجد خارج ميدان اللعب مؤقتًا، وذلك عند مغادرة الكرة ميدان اللعب، دون أن تكون هناك نية للتدخل بشكل غير عادل.16 هذا التوضيح يهدف إلى التعامل مع سيناريوهات محددة بمنطق سليم، ومعاقبة إيقاف اللعب بدلاً من معاقبة فعل لمس الكرة بالضرورة إذا لم يكن هناك تدخل غير عادل مقصود.
9. القانون التاسع: الكرة داخل وخارج اللعب – الحدود الفاصلة
قد تبدو هذه القاعدة من أبسط قواعد كرة القدم، لكنها أساسية لاستمرارية اللعب وتتطلب يقظة مستمرة من الحكام. تحديد متى تكون الكرة “حية” ومتى تكون “ميتة” هو ما يفصل بين اللعب الفعلي والتوقفات، تكون الكرة خارج اللعب في حالتين رئيسيتين:
- عندما تجتاز الكرة بكاملها خط المرمى أو خط التماس، سواء على الأرض أو في الهواء.
- عندما يوقف الحكم اللعب (لأي سبب كان، مثل احتساب مخالفة، إصابة لاعب، إلخ).
وتكون الكرة داخل اللعب في جميع الأوقات الأخرى، وهذا يشمل:
- عندما ترتد من أحد قائمي المرمى أو العارضة أو راية الركنية وتبقى داخل ميدان اللعب.
- عندما تلمس حكم المباراة أو أحد الحكام المساعدين الآخرين الموجودين داخل ميدان اللعب ولا ينتج عن ذلك تغيير في حيازة الكرة لصالح الفريق المنافس، أو بدء هجمة واعدة للفريق المنافس، أو دخول الكرة مباشرة في مرمى أحد الفريقين.
إذا لمست الكرة حكم المباراة (أو مسؤول مباراة آخر كان داخل ميدان اللعب) وبقيت في اللعب ولكن نتج عن هذه اللمسة أحد السيناريوهات الثلاثة المذكورة أعلاه (تغيير حيازة، بدء هجمة واعدة، أو دخول الكرة المرمى)، فإن الحكم يوقف اللعب ويستأنفه بإسقاط الكرة. هذه القاعدة تم تنقيحها في السنوات الأخيرة لمنع النتائج غير العادلة التي قد تنجم عن تدخل غير مقصود من الحكم، مما يعكس تحركًا نحو قدر أكبر من نزاهة اللعبة.
إن عبارة “تجتاز الكرة بكاملها الخط” هي جوهرية، وغالبًا ما تؤدي إلى قرارات صعبة بالعين المجردة، خاصة على خط المرمى، وهو ما دفع إلى اعتماد تقنية خط المرمى (GLT) في العديد من المسابقات الكبرى. وكما قد يسلط جرانت وال الضوء على التوتر الدرامي عندما تكون الكرة قريبة من الخط، فإن هذه القاعدة البسيطة يمكن أن تقرر مصائر بطولات بأكملها.
10. القانون العاشر: تحديد نتيجة المباراة – الهدف هو الغاية
الهدف الأسمى في كرة القدم، النتيجة التي يسعى إليها كل فريق، هو تسجيل الأهداف. القانون العاشر يحدد بدقة كيف يتم احتساب هذه الأهداف، وكيف يتم تحديد الفريق الفائز في نهاية المطاف.
يُحتسب الهدف عندما تجتاز الكرة بكاملها خط المرمى بين القائمين وتحت العارضة، شريطة ألا يكون الفريق الذي سجل الهدف (أو أحد لاعبيه) قد ارتكب أي مخالفة لقوانين اللعبة قبل أو أثناء تسجيل الهدف. إذا تم استخدام تقنية خط المرمى (GLT)، فإنها تساعد الحكم في اتخاذ قرار دقيق بشأن عبور الكرة للخط.
الفريق الفائز هو الفريق الذي يسجل عددًا أكبر من الأهداف خلال المباراة. إذا سجل الفريقان نفس العدد من الأهداف، أو إذا لم يسجل أي منهما أي أهداف، تعتبر المباراة تعادلية.
في بعض المسابقات، قد تنص اللوائح على إجراءات إضافية لتحديد الفائز في حالة انتهاء المباراة بالتعادل، خاصة في مباريات خروج المغلوب. هذه الإجراءات يمكن أن تشمل:
- قاعدة الأهداف المسجلة خارج الأرض: في المباريات التي تُلعب بنظام الذهاب والإياب، إذا كان مجموع الأهداف متساويًا، يعتبر الفريق الذي سجل عددًا أكبر من الأهداف على ملعب منافسه هو الفائز. (ملاحظة: تم إلغاء هذه القاعدة في بعض المسابقات الكبرى مؤخرًا).
- الوقت الإضافي: لعب فترتين إضافيتين لا تتجاوز مدة كل منهما 15 دقيقة.
- ركلات الترجيح (سابقًا “الركلات من علامة الجزاء”): إذا استمر التعادل بعد الوقت الإضافي (أو إذا نصت لوائح المسابقة على الانتقال مباشرة إلى ركلات الترجيح بعد الوقت الأصلي)، يتم اللجوء إلى ركلات الترجيح لتحديد الفائز.
ركلات الترجيح هي لحظات درامية بامتياز، تختزل ضغط المباراة بأكملها في مواجهات فردية بين المسدد وحارس المرمى. الإجراءات التفصيلية لتنفيذها منصوص عليها في القانون. ومن التعديلات الهامة التي طرأت في موسم 2023/2024 وما زالت سارية:
- عدم نقل البطاقات الصفراء والتحذيرات: البطاقات الصفراء والتحذيرات الشفهية التي يحصل عليها اللاعبون والمسؤولون الفنيون خلال المباراة (بما في ذلك الوقت الإضافي) لا تُنقل إلى ركلات الترجيح. هذا يعني، على سبيل المثال، أن اللاعب الذي حصل على بطاقة صفراء خلال المباراة لن يُطرد إذا حصل على بطاقة صفراء أخرى أثناء تنفيذ ركلات الترجيح. هذا تعديل منطقي يمنع معاقبة اللاعبين بشكل غير عادل في مرحلة منفصلة من حسم المباراة.
- تغيير المصطلح رسميًا: تم تغيير المصطلح من “الركلات من علامة الجزاء” إلى “ركلات الترجيح” ليعكس طبيعتها كآلية لحسم المباراة وليس كعقوبة.
إن تعريف الهدف هو الحكم الأكثر أهمية لنجاح أي فريق. وتُظهر قواعد تحديد الفائز في حالة التعادل كيف تتكيف اللعبة مع صيغ المنافسات المختلفة، مما يخلق لحظات من الدراما الإنسانية الشديدة، خاصة في ركلات الترجيح التي تعتبر مثالًا نقيًا للضغط والمهارة، وهي مادة خصبة لأسلوب جرانت وال السردي الذي يركز على العنصر البشري.
فن الخداع والتمركز – قانون التسلل المُحيّر
ندخل الآن إلى منطقة شائكة، إلى القانون الذي ربما يكون الأكثر إثارة للجدل والنقاش في عالم كرة القدم: قانون التسلل. هذا القانون، الذي يبدو معقدًا للكثيرين، هو في الواقع حجر زاوية في التكتيك الكروي، يؤثر بشكل مباشر على كيفية بناء الهجمات وتنظيم الدفاعات. فهم فلسفته وتفاصيله الدقيقة ليس فقط ضروريًا للاعبين والمدربين، بل هو مفتاح للمشجع لتقدير العمق الاستراتيجي للعبة.
11. القانون الحادي عشر: التسلل – بين الشرعية والمخالفة
جوهر قانون التسلل ليس معاقبة اللاعب لمجرد وجوده في “موقف تسلل”. فالوجود في موقف تسلل بحد ذاته ليس مخالفة. الهدف الأساسي من هذا القانون هو منع اللاعبين من “التسكع” أو الانتظار بشكل دائم بالقرب من مرمى الفريق المنافس للحصول على ميزة غير عادلة، مما قد يحول اللعبة إلى مجرد تبادل للكرات الطويلة نحو المهاجمين المنتظرين. إنه يشجع على اللعب الديناميكي والحركة المنظمة.
متى يكون اللاعب في موقف تسلل؟
يكون اللاعب في موقف تسلل إذا كان:
- أي جزء من رأسه أو جسده أو قدميه في نصف ملعب الفريق المنافس (باستثناء خط المنتصف نفسه، الذي يعتبر جزءًا من كلا النصفين لهذا الغرض).
- وأي جزء من رأسه أو جسده أو قدميه أقرب إلى خط مرمى الفريق المنافس من الكرة ومن ثاني آخر لاعب من الفريق المنافس.
- “ثاني آخر لاعب منافس” يعني أنه يجب أن يكون هناك لاعبان على الأقل من الفريق المنافس (أحدهما عادةً حارس المرمى، ولكن ليس بالضرورة) بين اللاعب المهاجم وخط مرماهم، أو أن يكون اللاعب المهاجم على نفس الخط معهما أو خلفهما.
ملاحظة هامة: الأيدي والأذرع لجميع اللاعبين، بما في ذلك حراس المرمى، لا تؤخذ في الاعتبار عند تحديد موقف التسلل. ما يهم هو الأجزاء من الجسم التي يمكن للاعب أن يسجل بها هدفًا بشكل قانوني (الرأس، الجسد، القدمين).
متى تُرتكب مخالفة التسلل؟
لا يُعاقب اللاعب الموجود في موقف تسلل إلا إذا، في اللحظة التي تُلعب فيها الكرة أو يلمسها أحد زملائه في الفريق، أصبح، في رأي الحكم، مشاركًا في اللعب الفعلي عن طريق:
التداخل مع اللعب: وذلك بلعب الكرة أو لمسها بعد أن مررها أو لمسها أحد زملائه.
التداخل مع الخصم وذلك بـ:
- منع الخصم من لعب الكرة أو من القدرة على لعبها عن طريق حجب مجال رؤيته بوضوح.
- منافسة الخصم على الكرة.
- محاولة لعب الكرة بوضوح وهي قريبة منه وهذا التصرف يؤثر على الخصم.
- القيام بفعل واضح يؤثر بشكل مباشر على قدرة الخصم على لعب الكرة (مثل القيام بحركة خادعة تربك المدافع).2
الحصول على ميزة بالتدخل في اللعب أو التداخل مع خصم عندما:
- ارتدت الكرة أو انحرفت عن قائم المرمى أو العارضة أو حارس المرمى أو أي خصم ووصلت إليه.
- تم إنقاذ متعمد للكرة من قبل أي خصم (مثل تصدي حارس المرمى لكرة ثم ارتدادها إلى لاعب كان في موقف تسلل لحظة التسديد الأصلي).
التمييز بين “موقف التسلل” و “مخالفة التسلل” أمر بالغ الأهمية وغالبًا ما يساء فهمه
حالات لا يعتبر فيها التسلل مخالفة (حتى لو كان اللاعب في موقف تسلل):
لا توجد مخالفة تسلل إذا استلم اللاعب الكرة مباشرة من :
- ركلة مرمى.
- رمية تماس.
- ركلة ركنية. كذلك، لا يكون اللاعب في موقف تسلل إذا كان في نصف ملعبه الخاص ، أو إذا كان على نفس الخط مع ثاني آخر لاعب منافس أو مع آخر لاعبين منافسين.
“اللعب المتعمد” من قبل المدافع وتأثيره على التسلل:
هذه نقطة دقيقة ومثيرة للجدل، وقد شهدت توضيحات هامة من المجلس الدولي لكرة القدم (IFAB) في السنوات الأخيرة. إذا كان اللاعب المهاجم في موقف تسلل، ولكن الكرة وصلته من لاعب منافس (مدافع)، فإن الحكم يجب أن يقرر ما إذا كان لعب المدافع للكرة “متعمدًا” أم مجرد “انحراف” أو “ارتداد” غير مقصود.
- إذا كان لعب المدافع للكرة متعمدًا (حتى لو كان تمريرة سيئة أو محاولة فاشلة لإبعاد الكرة)، فإن اللاعب المهاجم الذي كان في موقف تسلل لا يُعاقب على التسلل عند استلامه الكرة. هذا يهدف إلى مكافأة اللعب الهجومي عندما يقوم المدافع بمحاولة واعية، وإن كانت غير ناجحة، للعب الكرة.
- أما إذا كانت الكرة قد ارتدت من المدافع أو انحرفت عنه بشكل غير متعمد (أي لم يكن لديه سيطرة على الكرة أو نية للعبها بطريقة معينة)، فإن اللاعب المهاجم الذي كان في موقف تسلل يُعاقب إذا حصل على ميزة من ذلك.
وضع “إيفاب” عدة اعتبارات لمساعدة الحكام على تحديد ما إذا كان لعب الكرة من المدافع “متعمدًا” أم لا. وتشمل هذه الاعتبارات :
- هل تحركت الكرة لمسافة ما وكانت تحت نظر أو في مجال رؤية اللاعب المدافع؟
- هل كانت الكرة تتحرك بسرعة عالية أم ببطء؟
- هل كانت حركة الكرة متوقعة أم مفاجئة؟
- هل كان لدى اللاعب المدافع الوقت الكافي للتحكم بجسمه وتنسيق حركته للعب الكرة (أي لم يكن ساقطًا على الأرض أو يقفز في الهواء أو في وضع آخر يحد من قدرته على التحكم)؟
- هل لعب الكرة وهي تتدحرج على أرض الملعب (وهو أسهل) أم وهي في الهواء؟
العقوبة على مخالفة التسلل:
إذا ارتكب لاعب مخالفة تسلل، يمنح الحكم ركلة حرة غير مباشرة للفريق المنافس. تُنفذ الركلة من المكان الذي كان فيه اللاعب المتسلل عندما شارك في اللعب الفعلي (أي مكان تداخله، وليس بالضرورة المكان الذي كان فيه لحظة تمرير الكرة من زميله). من المهم ملاحظة أنه لا يتم إشهار أي بطاقة (صفراء أو حمراء) لمجرد ارتكاب مخالفة تسلل، حتى لو تكررت، لأنها تعتبر مخالفة تكتيكية أو تمركزية وليست سوء سلوك.
مصيدة التسلل:
هي تكتيك دفاعي يعتمد على تحريك خط الدفاع بشكل منسق ومفاجئ إلى الأمام، بهدف إيقاع لاعبي الفريق المهاجم في موقف تسلل قبل تمرير الكرة إليهم. يتطلب تطبيق مصيدة التسلل توقيتًا دقيقًا وتفاهمًا كبيرًا بين لاعبي الدفاع، وأي خطأ في التنسيق قد يؤدي إلى فشل المصيدة وانفراد المهاجم بالحارس.
إن قانون التسلل، بتعقيداته والتفسيرات الذاتية أحيانًا لمفاهيم مثل “التداخل مع اللعب” أو “اللعب المتعمد”، يجعله مصدرًا دائمًا للنقاش ومرشحًا رئيسيًا لتدخل تقنية حكم الفيديو المساعد (VAR). ومع ذلك، فهو ضروري لمنع “صيد الأهداف” وتشجيع اللعب الديناميكي والمنظم. إن أسلوب جرانت وال في تحليل التكتيكات 1 سيكون مثاليًا لشرح كيف تستغل الفرق أو تدافع ضد قاعدة التسلل، من خلال الخطوط الدفاعية العالية، والضغط، وتوقيت الانطلاقات.
ضوابط اللعب النظيف – الأخطاء، سوء السلوك، والعقوبات
يشكل القانون الثاني عشر، المتعلق بالأخطاء وسوء السلوك، العمود الفقري الأخلاقي لكرة القدم. إنه القانون الذي يرسم الخطوط الفاصلة بين المنافسة الشريفة واللعب الخشن، بين الحماس المشروع والسلوك غير الرياضي.
هذا الفصل يغوص في تفاصيل المخالفات التي قد يرتكبها اللاعبون، والعقوبات المترتبة عليها، سواء كانت ركلات حرة مباشرة أو غير مباشرة، أو إجراءات تأديبية تتخذ شكل البطاقات الصفراء والحمراء. فهم هذه الضوابط ضروري ليس فقط للاعبين، بل لكل متابع يرغب في تقدير التوازن الدقيق الذي تسعى اللعبة لتحقيقه بين القوة والمهارة، وبين الشغف والانضباط.
12. القانون الثاني عشر: الأخطاء وسوء السلوك – الخطوط الحمراء في الملعب
يميز القانون بين نوعين رئيسيين من الركلات الحرة التي تُمنح نتيجة للأخطاء: الركلات الحرة المباشرة والركلات الحرة غير المباشرة. كما يحدد الإجراءات الانضباطية التي يمكن للحكم اتخاذها.
الركلات الحرة المباشرة:
تُمنح ركلة حرة مباشرة للفريق المنافس إذا ارتكب لاعب إحدى المخالفات التالية ضد لاعب منافس بطريقة يعتبرها الحكم إهمالاً أو تهوراً أو استخداماً للقوة المفرطة:
- الركل أو محاولة الركل.
- العرقلة أو محاولة العرقلة (بما في ذلك مد الساق لإيقاع المنافس).
- القفز على المنافس.
- مهاجمة المنافس (حتى بالكتف بشكل غير قانوني).
- الضرب أو محاولة الضرب (بما في ذلك نطح الرأس).
- الدفع.
- إعاقة المنافس مع وجود احتكاك جسدي.
وتُمنح ركلة حرة مباشرة أيضًا إذا ارتكب لاعب إحدى المخالفات التالية :
- لمس الكرة باليد متعمداً (باستثناء حارس المرمى داخل منطقة جزائه الخاصة). (سيتم تفصيل هذه النقطة لاحقًا).
- مسك المنافس (أي الإمساك بجزء من جسمه أو قميصه لمنعه من الحركة).
- البصق على أي شخص أو عضّه.
- رمي شيء على الكرة أو لاعب منافس أو مسؤول مباراة، أو لمس الكرة بشيء محمول باليد (مثل حجر أو زجاجة).
إذا ارتكبت أي من هذه المخالفات العشر داخل منطقة جزاء الفريق المدافع، فإن العقوبة تكون ركلة جزاء بدلاً من ركلة حرة مباشرة.
مخالفات لمس الكرة باليد:
تعتبر لمسة اليد من أكثر المخالفات إثارة للجدل، وقد شهدت تفسيراتها وتعديلاتها الكثير من النقاش. بشكل عام، تعتبر مخالفة لمس الكرة باليد إذا:
- لمس اللاعب الكرة بيده أو ذراعه عن قصد، على سبيل المثال، إذا قام بتحريك يده أو ذراعه تجاه الكرة.
- لمست الكرة يد أو ذراع اللاعب عندما يكون قد جعل جسمه أكبر بشكل غير طبيعي. يعتبر اللاعب قد جعل جسمه أكبر بشكل غير طبيعي عندما يكون وضع يده أو ذراعه ليس نتيجة لحركة جسم اللاعب في ذلك الموقف المحدد أو لا يمكن تبريره بتلك الحركة. بوجود يده أو ذراعه في مثل هذا الوضع، يخاطر اللاعب بلمس الكرة بيده أو ذراعه وبالتالي ارتكاب مخالفة.
- سجل هدفًا في مرمى المنافس مباشرة من يده أو ذراعه، حتى لو كان ذلك عرضيًا، بما في ذلك من قبل حارس المرمى.
- لمس الكرة بيده أو ذراعه ثم سجل هدفًا مباشرة أو خلق فرصة لتسجيل هدف، حتى لو كان اللمس عرضيًا.
لا تعتبر عادةً مخالفة لمس الكرة باليد إذا :
- كانت الكرة تلمس يد أو ذراع اللاعب مباشرة من رأسه أو جسمه (بما في ذلك القدم).
- كانت الكرة تلمس يد أو ذراع اللاعب وكانت اليد أو الذراع قريبة من الجسم ولم تجعل الجسم أكبر بشكل غير طبيعي.
- كان اللاعب يسقط وكانت يده أو ذراعه بين الجسم والأرض لدعم الجسم، ولكن لم تكن ممتدة أفقيًا أو رأسيًا بعيدًا عن الجسم.
حارس المرمى لديه نفس القيود المتعلقة بلمس الكرة باليد خارج منطقة جزائه مثل أي لاعب آخر. داخل منطقة جزائه، لا يمكن معاقبة حارس المرمى على مخالفة لمس الكرة باليد تؤدي إلى ركلة حرة مباشرة أو أي عقوبة مرتبطة بلمس الكرة باليد، ولكن يمكن معاقبته على مخالفات أخرى مثل السيطرة على الكرة بيديه لأكثر من ست ثوانٍ.
من التعديلات الهامة لموسم 2024/2025، تم توضيح أن مخالفات لمس الكرة باليد بشكل غير متعمد والتي يترتب عليها إعلان ركلة جزاء (أي لم تمنع فرصة واعدة أو هدفًا محققًا ولم تكن محاولة لتسجيل هدف أو خلق فرصة باليد)
يجب أن تُعامل بنفس الطريقة التي تُعامل بها المخالفات الأخرى التي تُرتكب أثناء محاولة لعب الكرة أو المنافسة عليها. هذا يعني أنها لا تستوجب بطاقة صفراء تلقائية لمجرد أنها أدت إلى ركلة جزاء، بل يُنظر إلى سياق اللمسة وما إذا كانت تستوفي معايير الإنذار الأخرى (مثل إيقاف هجوم واعد). هذا التعديل يهدف إلى تقليل “العقوبة المزدوجة” في بعض حالات لمسة اليد غير المتعمدة داخل منطقة الجزاء.
الركلات الحرة غير المباشرة:
تُمنح ركلة حرة غير المباشرة للفريق المنافس إذا ارتكب لاعب، في رأي الحكم، إحدى المخالفات التالية:
- اللعب بطريقة خطرة (مثل محاولة ركل الكرة وهي قريبة جدًا من رأس لاعب منافس، دون وجود احتكاك جسدي كبير).
- إعاقة تقدم الخصم دون أي محاولة للعب الكرة أو وجود احتكاك جسدي (أي الوقوف في طريق المنافس لمنعه من الوصول إلى الكرة).
- الاعتراض بالقول أو الفعل على قرارات الحكم.
- منع حارس المرمى من إطلاق الكرة من يديه أو ركلها أو محاولة ركلها عندما تكون في طور الإطلاق.
- محاولة ركل الكرة عندما يكون حارس المرمى في طور إطلاقها.
- ارتكاب أي مخالفة أخرى، غير مذكورة سابقًا في القانون 12، والتي يوقف بسببها اللعب لإنذار أو طرد لاعب.
وتُمنح ركلة حرة غير مباشرة أيضًا إذا ارتكب حارس المرمى، داخل منطقة جزائه الخاصة، إحدى المخالفات التالية :
- السيطرة على الكرة بيديه أو ذراعيه لأكثر من ست ثوانٍ قبل إطلاقها. (ملاحظة: هناك تجربة مقترحة من IFAB لعام 2024 لتغيير هذه العقوبة. إذا احتفظ حارس المرمى بالكرة لأكثر من ثماني ثوانٍ، مع قيام الحكم بعد تنازلي مرئي لخمس ثوانٍ، قد تُمنح ركلة ركنية للفريق المنافس بدلاً من ركلة حرة غير مباشرة ).
- لمس الكرة بيديه أو ذراعيه مرة أخرى بعد إطلاقها وقبل أن تلمس لاعبًا آخر.
- لمس الكرة بيديه أو ذراعيه بعد أن تم ركلها إليه عمدًا من قبل زميل في الفريق.
- لمس الكرة بيديه أو ذراعيه بعد أن استلمها مباشرة من رمية تماس نفذها زميل في الفريق.
الإجراءات الانضباطية (البطاقات الصفراء والحمراء):
يملك الحكم سلطة إشهار البطاقات الصفراء (للإنذار) والبطاقات الحمراء (للطرد). فلسفة البطاقات هي الحفاظ على الانضباط في الملعب ومعاقبة السلوك غير الرياضي أو اللعب العنيف، المخالفات التي تستوجب الإنذار (البطاقة الصفراء) تشمل:
- تأخير استئناف اللعب.
- الاعتراض بالقول أو الفعل.
- الدخول أو إعادة الدخول أو مغادرة ميدان اللعب عمدًا دون إذن الحكم.
- عدم احترام المسافة المطلوبة عند استئناف اللعب بركلة ركنية أو ركلة حرة أو رمية تماس.
- تكرار مخالفة قوانين اللعبة (لا يوجد عدد محدد من المخالفات يشكل “تكرارًا”).
السلوك غير الرياضي، وهو فئة واسعة تشمل أمورًا مثل:
- محاولة خداع الحكم (التحايل/التمثيل).
- خلع القميص أو تغطية الرأس بالقميص عند الاحتفال بالهدف.
- التسلق على سياج الملعب للاحتفال بهدف.
- استخدام إشارات أو لغة مستفزة أو ساخرة أو تحريضية.
- لمس الكرة باليد لإيقاف أو التدخل في هجوم واعد (باستثناء حارس المرمى داخل منطقة جزائه).
- ارتكاب أي مخالفة أخرى لإيقاف أو التدخل في هجوم واعد، باستثناء عندما يمنح الحكم ركلة جزاء لمخالفة كانت محاولة للعب الكرة.
المخالفات التي تستوجب الطرد (البطاقة الحمراء) تشمل :
- حرمان الفريق المنافس من هدف أو فرصة واضحة لتسجيل هدف عن طريق لمس الكرة باليد (لا ينطبق هذا على حارس المرمى داخل منطقة جزائه الخاصة).
- حرمان لاعب منافس يتحرك بشكل عام نحو مرمى فريقه من فرصة واضحة لتسجيل هدف بارتكاب مخالفة تستوجب ركلة حرة (ما لم تكن المخالفة قد ارتكبت داخل منطقة الجزاء وكانت محاولة للعب الكرة أو المنافسة عليها، وفي هذه الحالة يُشهر الإنذار فقط، ما لم تكن المخالفة هي المسك أو الدفع أو السحب أو لم يكن لدى اللاعب المدافع أي إمكانية للعب الكرة.
- أو إذا كانت المخالفة من نوع اللعب العنيف الخطير أو السلوك المشين). هذا التخفيف يهدف إلى تجنب “العقوبة الثلاثية” (ركلة جزاء، طرد، إيقاف) في بعض الحالات.
- اللعب العنيف الخطير (استخدام قوة مفرطة أو وحشية قد تعرض سلامة المنافس للخطر).
- العض أو البصق على أي شخص.
- السلوك المشين (أي سلوك عنيف أو عدواني لا يتعلق بالمنافسة على الكرة، أو سلوك مهين أو بذيء بشكل واضح).
- استخدام لغة أو إشارات عدوانية أو مهينة أو مسيئة.
- الحصول على إنذار ثانٍ (بطاقة صفراء ثانية) في نفس المباراة.
الاستبعاد المؤقت (Sin Bins):
هو نظام اختياري يمكن للمسابقات تطبيقه، خاصة في المستويات الأدنى من اللعبة، كبديل للبطاقة الصفراء في بعض المخالفات (عادةً تلك المتعلقة بالسلوك غير الرياضي مثل الاعتراض أو التحايل). اللاعب المستبعد مؤقتًا يغادر الملعب لفترة محددة (عادة 10 دقائق في مباراة مدتها 90 دقيقة، أو ما يعادل 10-15% من وقت اللعب).
من تعديلات موسم 2024/2025، تم توضيح أن اللاعب المستبعد مؤقتًا لا يمكنه العودة إلى ميدان اللعب إلا أثناء توقف اللعب بعد انتهاء مدة استبعاده. وإذا لم تكتمل مدة الاستبعاد المؤقت عند نهاية الشوط الأول (أو نهاية الوقت الأصلي إذا كان هناك وقت إضافي)، فإنه يتم استكمال الجزء المتبقي مع بداية الشوط التالي. كما تم تبسيط النظام “ب” للاستبعاد المؤقت، حيث يؤدي تراكم مخالفتين تستوجبان الإنذار (سواء أدت إحداهما أو كلتاهما إلى استبعاد مؤقت) في نفس المباراة إلى طرد اللاعب بشكل دائم.
إن القانون الثاني عشر هو بالفعل عصب النزاهة في كرة القدم. تعقيداته، خاصة فيما يتعلق بلمسة اليد وحالات حرمان الخصم من فرصة تسجيل هدف، أدت إلى نقاشات مستمرة وتعديلات تهدف إلى تحقيق الاتساق والعدالة. وكما كان جرانت وال معروفًا بـ”صحافته الملتزمة” و”تحديه للسلطات” أحيانًا ، فإن القانون 12 يتحدى السلوك غير الرياضي ويدعم نزاهة اللعبة. إن شغف اللعبة غالبًا ما يتجاوز الحدود، والقانون 12 هو الآلية لضبط هذا الشغف ضمن إطار اللعب النظيف.
لحظات الحسم – الكرات الثابتة وتأثيرها
في خضم التدفق المستمر للعب، تأتي لحظات تتوقف فيها الكرة، ويتوقف معها الزمن تقريبًا، لتتحول إلى فرص ذهبية قد تغير مسار المباراة، أو مواقف دفاعية حرجة تتطلب أقصى درجات التركيز. هذه هي الكرات الثابتة: الركلات الحرة، ركلات الجزاء، رميات التماس، ركلات المرمى، والركلات الركنية. كل منها له قواعده وإجراءاته الخاصة، وفهمها لا يقل أهمية عن فهم ديناميكيات اللعب المفتوح، فهي غالبًا ما تكون مفتاحًا لتسجيل الأهداف أو بناء الهجمات.
13. القانون الثالث عشر: الركلات الحرة – فرص مباشرة وغير مباشرة
تُمنح الركلة الحرة كعقوبة على مخالفة ارتكبها الفريق المنافس. هناك نوعان من الركلات الحرة:
- الركلة الحرة المباشرة: يمكن تسجيل هدف منها مباشرة في مرمى الفريق المنافس دون أن تلمس الكرة لاعبًا آخر.
- الركلة الحرة غير المباشرة: لا يمكن تسجيل هدف منها مباشرة. يجب أن تلمس الكرة لاعبًا آخر (من أي من الفريقين) بعد تنفيذها وقبل دخولها المرمى ليُحتسب الهدف. إذا رُكلت الكرة مباشرة إلى مرمى المنافس من ركلة حرة غير مباشرة، تُمنح ركلة مرمى للفريق المدافع.
يشير الحكم إلى الركلة الحرة غير المباشرة برفع ذراعه فوق رأسه، ويبقيها مرفوعة حتى تُلعب الكرة وتلمس لاعبًا آخر أو تخرج من اللعب.
إجراءات تنفيذ الركلات الحرة (سواء مباشرة أو غير مباشرة) :
مكان التنفيذ: تُنفذ الركلة من المكان الذي وقعت فيه المخالفة، مع بعض الاستثناءات:
- الركلات الحرة للفريق المدافع داخل منطقة جزائه يمكن تنفيذها من أي نقطة داخل تلك المنطقة.
- الركلات الحرة غير المباشرة للفريق المهاجم داخل منطقة جزاء الفريق المنافس تُنفذ من أقرب نقطة على خط منطقة المرمى الموازي لخط المرمى.
- وضع الكرة: يجب أن تكون الكرة ثابتة قبل تنفيذ الركلة.
- اللاعب المنفذ: لا يجوز للاعب الذي ينفذ الركلة أن يلمس الكرة مرة أخرى حتى تلمس لاعبًا آخر.
- مسافة المنافسين: يجب على جميع لاعبي الفريق المنافس البقاء على مسافة لا تقل عن 9.15 متر (10 ياردات) من الكرة حتى تصبح في اللعب. يُسمح لهم بالوقوف على خط مرماهم الخاص بين القائمين إذا كانت الركلة الحرة تُنفذ من داخل منطقة جزائهم. هذه المسافة ضرورية لمنح اللاعب المنفذ المساحة الكافية، وغالبًا ما تكون نقطة خلاف بسبب محاولة “سرقة” بعض السنتيمترات من قبل الحائط البشري أو اللاعبين القريبين.
- الكرة في اللعب: تصبح الكرة في اللعب بمجرد أن تُركل وتتحرك بوضوح.
دخول الكرة المرمى من ركلة حرة2:
- إذا دخلت ركلة حرة مباشرة مرمى المنافس مباشرة، يُحتسب هدف.
- إذا دخلت ركلة حرة غير مباشرة مرمى المنافس مباشرة (دون أن تلمس لاعبًا آخر)، لا يُحتسب هدف وتُمنح ركلة مرمى.
- إذا دخلت ركلة حرة (مباشرة أو غير مباشرة) مرمى فريق اللاعب المنفذ مباشرة، يُمنح الفريق المنافس ركلة ركنية.
تُعتبر الركلات الحرة مصدرًا هامًا للفرص التكتيكية وتسجيل الأهداف. إن أسلوب جرانت وال في التحليل التكتيكي كان سيجد مادة دسمة في تنوع الخطط والروتينات التي تطورها الفرق للاستفادة من هذه الكرات الثابتة.
14. القانون الرابع عشر: ركلة الجزاء – لحظة التوتر الأعظم
ركلة الجزاء هي دراما مكثفة، مواجهة فردية بين اللاعب المنفذ وحارس المرمى، غالبًا ما تكون نتيجتها حاسمة. تُمنح ركلة الجزاء إذا ارتكب لاعب مخالفة تستوجب ركلة حرة مباشرة داخل منطقة جزائه الخاصة، أو خارج ميدان اللعب كجزء من اللعب (على سبيل المثال، إذا رمى لاعب شيئًا من داخل منطقة جزائه على منافس خارجها). نظرًا لأهميتها البالغة، فإن قواعد تنفيذها مفصلة بدقة لضمان أقصى درجات العدالة في هذا الموقف المشحون بالتوتر.
إجراءات تنفيذ ركلة الجزاء:
- وضع الكرة: يجب وضع الكرة ثابتة على علامة الجزاء. من تعديلات موسم 2024/2025، تم توضيح أنه يجب أن يلامس جزء من الكرة أو يعتلي مركز علامة الجزاء. هذا التوضيح، وإن كان بسيطًا، يعكس سعي IFAB نحو الدقة المتناهية.
- اللاعب المنفذ: يجب تحديد اللاعب الذي سينفذ الركلة بوضوح للحكم.
حارس المرمى المدافع:
- يجب أن يبقى على خط مرماه، مواجهًا اللاعب المنفذ، بين قائمي المرمى، حتى تُركل الكرة.
- لا يجوز له أن يلمس القائمين أو العارضة أو شبكة المرمى قبل ركل الكرة.
- يجب أن يكون لديه جزء واحد على الأقل من كلتا قدميه ملامسًا لخط المرمى أو خلفه مباشرة عند ركل الكرة. (ملاحظة: سابقًا كان يجب أن تكون قدم واحدة على الأقل على الخط).
اللاعبون الآخرون (غير المنفذ وحارس المرمى): يجب أن يكونوا:
- داخل ميدان اللعب.
- خارج منطقة الجزاء.
- خلف علامة الجزاء (أي أبعد عن خط المرمى من علامة الجزاء).
- على مسافة لا تقل عن 9.15 متر (10 ياردات) من علامة الجزاء (وهو ما يحدده قوس منطقة الجزاء).
- الإشارة: بعد أن يتخذ اللاعبون مواقعهم وفقًا للقانون، يعطي الحكم الإشارة لتنفيذ الركلة.
- التنفيذ: يجب على اللاعب المنفذ أن يركل الكرة إلى الأمام. يُسمح له بالخداع (التمويه) أثناء الاقتراب من الكرة، ولكن لا يُسمح بالخداع بعد إكمال الاقتراب وقبل ركل الكرة (أي التوقف تمامًا ثم الركل).
- الكرة في اللعب: تصبح الكرة في اللعب بمجرد أن تُركل وتتحرك بوضوح إلى الأمام.
- لمس الكرة مرة أخرى: لا يجوز للاعب المنفذ أن يلمس الكرة مرة أخرى حتى تلمس لاعبًا آخر.
- تمديد الوقت: يمكن تمديد زمن الشوط (أو المباراة) للسماح بتنفيذ أو إعادة تنفيذ ركلة جزاء.
المخالفات والعقوبات أثناء تنفيذ ركلة الجزاء:
القانون يحدد بالتفصيل ما يحدث إذا ارتكب اللاعب المنفذ، أو حارس المرمى، أو زملاء أي منهما، مخالفة قبل أن تصبح الكرة في اللعب، أو بعد أن تصبح في اللعب وقبل أن تلمس لاعبًا آخر أو تخرج من اللعب أو يتوقف اللعب.
- من التعديلات الهامة لموسم 2024/2025، لن يُعاقب دخول اللاعبين (من كلا الفريقين) إلى منطقة الجزاء أو الاقتراب من الكرة أكثر من 9.15 متر قبل تنفيذ الركلة إلا إذا كان لذلك تأثير مباشر على نتيجة الركلة (مثل تدخل لاعب مهاجم في الكرة المرتدة من الحارس أو القائم ليسجل هدفًا). هذه الفلسفة تتماشى مع التعامل مع مخالفات حارس المرمى، حيث يتم التركيز على ما إذا كان للمخالفة تأثير مادي.
- بالنسبة لحارس المرمى، إذا تحرك من خط مرماه مبكرًا ولم يُسجل هدف من الركلة، فإن الركلة تُعاد فقط إذا كان لتحرك الحارس تأثير واضح على اللاعب المنفذ. إذا سُجل هدف على الرغم من تحرك الحارس، يُحتسب الهدف. يُحذر الحارس على المخالفة الأولى ويُنذر (بطاقة صفراء) على أي مخالفات لاحقة خلال المباراة أو ركلات الترجيح.
إن ركلة الجزاء هي تجسيد للضغط النفسي والمهارة الفردية، وهي مادة خصبة للتحليل الذي يركز على “اللعبة الإنسانية” كما كان يفعل جرانت وال. التعديلات الأخيرة تهدف إلى جعل تطبيق القانون أكثر عملية ومنطقية، وتجنب إعادة الركلات أو العقوبات غير الضرورية إذا لم يكن للمخالفات الطفيفة تأثير حقيقي على النتيجة.
15. القانون الخامس عشر: رمية التماس – إعادة الكرة إلى الحياة
رمية التماس هي الطريقة الأكثر شيوعًا لاستئناف اللعب عندما تغادر الكرة ميدان اللعب عبر أحد خطي التماس. تُمنح الرمية لمنافسي اللاعب الذي كان آخر من لمس الكرة قبل خروجها. على الرغم من بساطتها الظاهرية، فإن لرمية التماس إجراءات محددة تهدف إلى ضمان عدالة الاستئناف ومنع تحويلها إلى سلاح هجومي مفرط دون تنفيذ سليم.
إجراءات تنفيذ رمية التماس:
في لحظة رمي الكرة، يجب على اللاعب الرامي:
- أن يواجه ميدان اللعب.
- أن يكون جزء من كلتا قدميه إما على خط التماس أو على الأرض خارج خط التماس. لا يجوز أن تكون أي من قدميه داخل ميدان اللعب بالكامل.
- أن يستخدم كلتا يديه.
- أن يرمي الكرة من الخلف وفوق رأسه.
- أن يرمي الكرة من النقطة التي غادرت فيها الكرة ميدان اللعب.
تصبح الكرة في اللعب بمجرد دخولها ميدان اللعب. لا يجوز للاعب الرامي أن يلمس الكرة مرة أخرى حتى تلمس لاعبًا آخر.
نقاط هامة حول رمية التماس:
- لا يمكن تسجيل هدف مباشرة من رمية تماس. إذا دخلت الكرة مرمى الفريق المنافس مباشرة من رمية تماس، تُمنح ركلة مرمى. إذا دخلت الكرة مرمى فريق اللاعب الرامي مباشرة (وهو أمر نادر جدًا)، تُمنح ركلة ركنية للفريق المنافس.2 هذا يحافظ على تدفق اللعبة ويمنع طريقة “سهلة” لتسجيل الأهداف.
- مسافة المنافسين: يجب على جميع لاعبي الفريق المنافس الوقوف على مسافة لا تقل عن مترين (2 ياردة) من النقطة على خط التماس التي ستُنفذ منها الرمية، وذلك حتى تصبح الكرة في اللعب. هذه المسافة تهدف إلى منح اللاعب الرامي مساحة كافية للتنفيذ.
- التسلل: لا توجد مخالفة تسلل من رمية تماس.
تاريخيًا، شهدت رمية التماس تطورًا، ففي بدايات اللعبة كانت تُلعب بالقدم. الأسلوب الحالي باليدين يضمن استئنافًا موحدًا. وعلى الرغم من بساطة الإجراء، فإن العديد من الفرق تطور خططًا تكتيكية للاستفادة من رميات التماس في مناطق معينة من الملعب.
16. القانون السادس عشر: ركلة المرمى – انطلاقة من العمق
تُمنح ركلة المرمى لاستئناف اللعب عندما تجتاز الكرة بكاملها خط المرمى (خارج إطار المرمى)، سواء على الأرض أو في الهواء، بعد أن يكون آخر من لمسها لاعب من الفريق المهاجم، ولم يُسجل هدف منها. إنها فرصة للفريق المدافع لإعادة بناء اللعب من الخلف.
إجراءات تنفيذ ركلة المرمى:
- مكان التنفيذ: تُركل الكرة من أي نقطة داخل منطقة المرمى (المستطيل الصغير الأقرب للمرمى) بواسطة لاعب من الفريق المدافع (عادةً حارس المرمى، ولكن يمكن لأي لاعب تنفيذها).
- وضع الكرة: يجب أن تكون الكرة ثابتة قبل تنفيذ الركلة.
- لاعبو الفريق المنافس: يجب أن يكون جميع لاعبي الفريق المنافس خارج منطقة الجزاء (المستطيل الأكبر) حتى تصبح الكرة في اللعب.
- الكرة في اللعب: تصبح الكرة في اللعب بمجرد أن تُركل وتتحرك بوضوح. لم يعد شرطًا أن تخرج الكرة من منطقة الجزاء لتصبح في اللعب. هذا التعديل، الذي تم إقراره في السنوات الأخيرة، كان له تأثير تكتيكي كبير، حيث شجع على بناء اللعب من الخلف بشكل أسرع وأكثر جرأة، ولكنه أيضًا عرض الفرق لمخاطر الضغط العالي من المنافسين داخل منطقة الجزاء. هذا التغيير هو مادة خصبة للتحليل التكتيكي بأسلوب جرانت وال.
- لمس الكرة مرة أخرى: لا يجوز للاعب الذي ينفذ ركلة المرمى أن يلمس الكرة مرة أخرى حتى تلمس لاعبًا آخر.
تسجيل هدف من ركلة المرمى:
- يمكن تسجيل هدف مباشرة من ركلة مرمى، ولكن فقط في مرمى الفريق المنافس.
- إذا دخلت الكرة مرمى فريق اللاعب المنفذ مباشرة من ركلة مرمى (وهو أمر مستبعد عمليًا ولكنه ممكن نظريًا إذا لعبت الكرة بشكل خاطئ وساعدتها الرياح مثلاً)، لا يُحتسب هدف وتُمنح ركلة ركنية للفريق المنافس.
17. القانون السابع عشر: الركلة الركنية – فرصة من الزاوية
تُمنح الركلة الركنية عندما تجتاز الكرة بكاملها خط المرمى (خارج إطار المرمى)، سواء على الأرض أو في الهواء، بعد أن يكون آخر من لمسها لاعب من الفريق المدافع، ولم يُسجل هدف منها. إنها فرصة هجومية ثمينة، غالبًا ما تؤدي إلى مواجهات هوائية مثيرة داخل منطقة الجزاء وخطط تكتيكية مُعدة خصيصًا للاستفادة منها.
إجراءات تنفيذ الركلة الركنية :
- مكان التنفيذ: يجب وضع الكرة داخل قوس الركنية (الربع دائرة المرسومة عند زاوية الملعب) الأقرب إلى النقطة التي عبرت فيها الكرة خط المرمى.
- وضع الكرة: يجب أن تكون الكرة ثابتة قبل تنفيذ الركلة.
- راية الركنية: لا يجوز تحريك قائم راية الركنية.
- مسافة المنافسين: يجب على جميع لاعبي الفريق المنافس البقاء على مسافة لا تقل عن 9.15 متر (10 ياردات) من قوس الركنية حتى تصبح الكرة في اللعب.
- اللاعب المنفذ: يركل الكرة لاعب من الفريق المهاجم.
- الكرة في اللعب: تصبح الكرة في اللعب بمجرد أن تُركل وتتحرك بوضوح.
- لمس الكرة مرة أخرى: لا يجوز للاعب الذي ينفذ الركلة الركنية أن يلمس الكرة مرة أخرى حتى تلمس لاعبًا آخر.
تسجيل هدف من ركلة ركنية:
- يمكن تسجيل هدف مباشرة من ركلة ركنية، ولكن فقط في مرمى الفريق المنافس. هذا النوع من الأهداف، المعروف أحيانًا بهدف “أوليمبيكو”، يتطلب مهارة ودقة عالية.
- إذا دخلت الكرة مرمى فريق اللاعب المنفذ مباشرة من ركلة ركنية، يُمنح الفريق المنافس ركلة ركنية أخرى.
التسلل من ركلة ركنية:
لا توجد مخالفة تسلل إذا استلم اللاعب الكرة مباشرة من ركلة ركنية. تاريخيًا، لم تكن الركلة الركنية موجودة في القوانين الأولى للعبة. إن الخطط الهجومية والدفاعية المعقدة التي تُستخدم الآن في الركلات الركنية هي مجال آخر كان سيجذب اهتمام جرانت وال التحليلي.
نظرة على المستقبل – أبرز تعديلات 2025 وتقنية حكم الفيديو المساعد (VAR)
كرة القدم ليست لعبة جامدة، بل هي كائن حي يتطور باستمرار. قوانينها، التي تشكل دستورها، تخضع للمراجعة والتعديل بشكل دوري من قبل المجلس الدولي لكرة القدم (IFAB)، بهدف مواكبة تطورات اللعبة، وتعزيز العدالة، وحماية اللاعبين، وزيادة جاذبيتها. هذا الفصل يسلط الضوء على أبرز التعديلات والتوضيحات التي دخلت أو ستدخل حيز التنفيذ قريبًا، بالإضافة إلى استعراض لتأثير إحدى أهم الإضافات التكنولوجية في تاريخ اللعبة: تقنية حكم الفيديو المساعد (VAR).
1. أبرز تعديلات قوانين اللعبة لموسم 2025/2024 وتجارب IFAB
شهدت قوانين اللعبة عدة تعديلات وتوضيحات هامة لموسم 2024/2025، والتي دخل معظمها حيز التنفيذ في 1 يوليو 2024. كما أن هناك توضيحات إضافية من FIFA ستُطبق اعتبارًا من 1 يوليو 2025، بالإضافة إلى تجارب مثيرة للاهتمام يجريها IFAB حاليًا. الفلسفة العامة وراء هذه التغييرات هي تحسين سلوك اللاعبين، وزيادة وقت اللعب الفعلي، وتعزيز الشفافية، وحماية اللاعبين.
ملخص أبرز التعديلات والتوضيحات لموسم 2024/2025 (مع إشارة لتوضيحات 2025):
القانون (رقم واسم) | التعديل/التوضيح الرئيسي | التأثير المتوقع/الهدف من التعديل |
القانون 1: ميدان اللعب | توضيح أن إشارة تقنية خط المرمى (GLT) يمكن أن تصل للحكم عبر سماعة الأذن/الرأس المخصصة له.2 | زيادة كفاءة تلقي الحكم لمعلومة تسجيل الهدف من GLT. |
القانون 3: اللاعبون | أصبحت “التبديلات الإضافية الدائمة المتعلقة بارتجاج الدماغ” جزءًا من خيارات المسابقات. التأكيد على إلزامية ارتداء قائد الفريق شارة مميزة.2 | إعطاء الأولوية لصحة اللاعب المصاب بارتجاج دون نقص عددي، وتعزيز دور القائد وتحديد هويته. |
القانون 4: معدات اللاعبين | التأكيد على أن اللاعبين مسؤولون عن حجم وملاءمة واقيات الساق التي يرتدونها. توضيح متطلبات شارة قائد الفريق الإلزامية. إدراج القفازات (لغير الحراس) وسراويل البدلة الرياضية (للحراس) تحت “معدات أخرى”.2 | زيادة مسؤولية اللاعبين عن سلامتهم، وتوضيح متطلبات المعدات. |
القانون 8: بداية واستئناف اللعب | توضيح من FIFA (لتعديلات 1 يوليو 2025): تُحتسب ركلة حرة غير مباشرة دون عقوبة تأديبية عندما يلمس الكرة مسؤول فريق أو بديل أو لاعب مُستبدَل أو مطرود أو لاعب خارج الملعب مؤقتًا، وذلك عند مغادرة الكرة ميدان اللعب، دون نية للتدخل بشكل غير عادل.16 | معالجة سيناريوهات محددة لتدخل غير اللاعبين بمنطق سليم، ومعاقبة إيقاف اللعب بدلاً من الفعل نفسه إذا لم يكن هناك تدخل غير عادل. |
القانون 12: الأخطاء وسوء السلوك | توضيح أن مخالفات لمس الكرة باليد بشكل غير متعمد والتي يترتب عليها إعلان ركلة جزاء (ولم تمنع فرصة واعدة أو هدفًا محققًا ولم تكن محاولة لتسجيل هدف أو خلق فرصة باليد) يجب أن تُعامل بنفس الطريقة التي تُعامل بها المخالفات الأخرى التي تُرتكب أثناء محاولة لعب الكرة أو المنافسة عليها (أي لا تستوجب بطاقة صفراء تلقائية).2 | تقليل حالات الإنذار غير الضرورية في مخالفات لمسة اليد داخل منطقة الجزاء التي لا تمنع فرصة واضحة، وتوحيد معايير العقوبة مع أنواع أخرى من الأخطاء، وتجنب “العقوبة المزدوجة” المفرطة. |
القانون 14: ركلة الجزاء | توضيح أن جزءًا من الكرة يجب أن يلامس أو يعتلي مركز علامة الجزاء. لن يُعاقب دخول اللاعبين (من كلا الفريقين) إلى منطقة الجزاء أو الاقتراب من الكرة أكثر من 9.15 متر قبل تنفيذ الركلة إلا إذا كان لذلك تأثير مباشر على نتيجة الركلة.2 | زيادة الدقة في وضع الكرة، وتطبيق فلسفة “التأثير المادي” على مخالفات دخول منطقة الجزاء أثناء تنفيذ ركلة الجزاء، تماشيًا مع التعامل مع مخالفات حارس المرمى. |
الاستبعاد المؤقت (Sin Bins) | توضيحات حول مدة الاستبعاد، وكيفية عودة اللاعب المستبعد، وماذا يحدث إذا لم تكتمل المدة بنهاية الشوط. تبسيط النظام “ب” (مخالفتان تستوجبان الإنذار، سواء أدت إحداهما أو كلتاهما إلى استبعاد مؤقت، تؤديان إلى طرد دائم).2 | زيادة وضوح تطبيق نظام الاستبعاد المؤقت وجعله أكثر اتساقًا. |
تجارب IFAB المقررة لعام 2024/2025
يجري المجلس الدولي لكرة القدم حاليًا عدة تجارب تهدف إلى معالجة قضايا ملحة في اللعبة:
- تحديد منطقة حصرية للقائدين للتحدث مع الحكم: تهدف هذه التجربة إلى تقليل تجمهر اللاعبين حول الحكم بعد القرارات المثيرة للجدل، والسماح بتواصل أكثر هدوءًا وتنظيمًا بين قائد الفريق والحكم فقط.
- فترات “هدنة” رسمية بعد المواجهات: في حالة حدوث مواجهات أو احتكاكات جماعية بين اللاعبين، يمكن للحكم أن يطلب من الفريقين العودة إلى منطقتي جزائهما لفترة قصيرة لتهدئة الأجواء قبل استئناف اللعب.
- نهج مختلف للتعامل مع حراس المرمى الذين يحتفظون بالكرة لفترة طويلة: بدلاً من الركلة الحرة غير المباشرة التقليدية (التي نادرًا ما تُحتسب بصرامة)، تقترح إحدى التجارب منح الفريق المنافس ركلة ركنية إذا احتفظ حارس المرمى بالكرة لأكثر من ثماني ثوانٍ، مع قيام الحكم بعد تنازلي مرئي لخمس ثوانٍ لتحذير الحارس. تهدف هذه التجربة إلى مكافحة إضاعة الوقت بشكل أكثر فعالية.
- إعلان الحكم عن القرار النهائي وشرحه للجمهور بعد مراجعة VAR مطولة: لزيادة الشفافية وتحسين فهم الجماهير للقرارات المعقدة التي تتطلب مراجعة مطولة من حكم الفيديو المساعد، يتم تجربة قيام الحكم بإعلان قراره النهائي وربما تقديم شرح موجز له عبر نظام الإذاعة الداخلية للملعب أو لشاشات العرض.
إن هذه التعديلات والتجارب المستمرة من قبل IFAB تُظهر نهجًا استباقيًا لمعالجة القضايا الناشئة في اللعبة. وكما كان جرانت وال يتمتع بوعي اجتماعي ، فإن هذه التغييرات في القوانين تعكس تحولات ثقافية في التوقعات المتعلقة بالروح الرياضية والعدالة والشفافية في الرياضة. إنها محاولات لجعل “اللعبة الجميلة” أكثر جمالًا وعدالة.
2. تقنية حكم الفيديو المساعد (VAR) – العين التكنولوجية التي لا تخطئ (نظرياً)
منذ اعتمادها رسميًا في قوانين اللعبة نسخة 2018/2019 وتطبيقها في كأس العالم FIFA 2018™، أصبحت تقنية حكم الفيديو المساعد (VAR) جزءًا لا يتجزأ من كرة القدم على أعلى المستويات، مطبقة في أكثر من 100 بطولة حول العالم. الهدف من VAR هو دعم حكام الساحة في مراجعة القرارات الحاسمة التي قد تغير مجرى المباراة، وذلك بهدف تقليل الأخطاء الواضحة والظاهرة.
متى يتم استخدام VAR؟
لا يتدخل فريق VAR في كل قرار، بل يقتصر دوره على أربع حالات محددة يمكن أن تغير نتيجة المباراة، وذلك فقط في حالة وجود “خطأ واضح وظاهر” أو “حادثة جسيمة لم يتم الانتباه إليها” من قبل طاقم التحكيم في الملعب. هذه الحالات هي:
- الأهداف والمخالفات التي تسبق تسجيل هدف: (مثل التسلل، أو مخالفة ارتكبها الفريق المهاجم قبل تسجيل الهدف، أو خروج الكرة من اللعب).
- قرارات ركلات الجزاء والمخالفات التي تؤدي إلى قرار بتنفيذ ركلة جزاء: (هل كان هناك مخالفة تستوجب ركلة جزاء أم لا؟ هل وقعت المخالفة داخل أم خارج منطقة الجزاء؟).
- حالات البطاقة الحمراء المباشرة: (لا يشمل الإنذار الثاني/البطاقة الصفراء الثانية). يراجع VAR ما إذا كان قرار الحكم بعدم إشهار بطاقة حمراء مباشرة، أو بإشهارها، هو خطأ واضح.
- الخطأ في تحديد هوية اللاعب المعاقب: (إذا أشهر الحكم بطاقة للاعب الخطأ).
كيف يعمل نظام VAR؟
يتكون فريق VAR عادة من حكم فيديو مساعد (VAR) ومساعد واحد على الأقل (AVAR)، بالإضافة إلى مشغل إعادة لقطات. يتواجد هذا الفريق في غرفة عمليات فيديو (VOR) مجهزة بشاشات تعرض لقطات من جميع كاميرات البث المتاحة.
عند وقوع حادثة ضمن الحالات الأربع المذكورة، يقوم فريق VAR بمراجعة اللقطات. إذا اكتشفوا خطأً واضحًا وظاهرًا، يقومون بإبلاغ حكم الساحة عبر نظام الاتصال اللاسلكي (السماعة). يمكن لحكم الساحة أن:
- يقبل معلومات VAR ويتخذ القرار بناءً عليها.
- أو يقوم بمراجعة اللقطات بنفسه على شاشة مخصصة بجانب الملعب (تسمى منطقة مراجعة الحكم أو OFR) قبل اتخاذ قراره النهائي.2 القرار النهائي يبقى دائمًا لحكم الساحة.
فلسفة VAR:
تتلخص فلسفة VAR في عبارة “أقل تدخل – أقصى استفادة”. الهدف ليس إعادة تحكيم المباراة بالكامل أو التدخل في القرارات التقديرية البسيطة، بل تصحيح الأخطاء الواضحة التي قد تؤثر بشكل كبير على عدالة المباراة.
التكنولوجيا شبه الآلية للتسلل:
لزيادة سرعة ودقة قرارات التسلل، تم تطبيق تكنولوجيا شبه آلية للتسلل في بعض البطولات الكبرى مثل كأس العالم FIFA قطر ٢٠٢٢™. تستخدم هذه التقنية 12 كاميرا خاصة مثبتة تحت سقف الملعب لتتبع الكرة وما يصل إلى 29 نقطة بيانات على جسم كل لاعب، 50 مرة في الثانية. يتم دمج هذه البيانات مع بيانات من مستشعر داخل الكرة لتحديد لحظة ركل الكرة بدقة. يقوم نظام الذكاء الاصطناعي بتحليل هذه البيانات وإرسال تنبيه إلى حكام الفيديو في حالة وجود تسلل محتمل. يقوم حكام الفيديو بالتحقق من صحة التنبيه يدويًا ثم إبلاغ حكم الساحة. هذه التقنية تهدف إلى جعل قرارات التسلل أسرع وأكثر اتساقًا.
تحديات VAR:
على الرغم من الأهداف النبيلة لـ VAR، فإن تطبيقه لم يخلُ من التحديات والجدل. من بين الانتقادات الموجهة:
- التأخير في اتخاذ القرارات: أحيانًا تستغرق مراجعات VAR وقتًا طويلاً، مما يؤثر على تدفق اللعبة.
- التفسيرات الذاتية: حتى مع وجود الفيديو، تبقى بعض القرارات (مثل لمسة اليد أو بعض المخالفات) خاضعة للتفسير الذاتي للحكام.
- التأثير على عفوية اللعبة واحتفالات الأهداف: قد يتردد اللاعبون والجماهير في الاحتفال بالأهداف فورًا خشية إلغائها بعد مراجعة VAR.
يمثل VAR أهم تدخل تكنولوجي في تحكيم كرة القدم، ويهدف إلى تعزيز العدالة. ومع ذلك، فإن تطبيقه لا يزال في مرحلة تطور، وقد أثار نقاشات جديدة حول الذاتية، وانقطاع التدفق، و”روح” اللعبة. وكما كان جرانت وال معروفًا بكونه “واعيًا اجتماعيًا” وأحيانًا “ناقدًا ومحرضًا”، فإن تحليلًا بأسلوبه لـ VAR سيعترف بفوائده مع فحص نقدي لتأثيره على تجربة المشجعين وطبيعة التحكيم. إن المناقشات والتعديلات المستمرة على بروتوكولات VAR تُظهر أن دمجه في اللعبة هو عمل مستمر.
الخلاصة
في ختام هذه الرحلة العميقة عبر قوانين كرة القدم، من أبسط قواعدها إلى أحدث تعديلاتها المعقدة، يتجلى لنا بوضوح أن هذه اللعبة التي تسحر الملايين هي أكثر بكثير من مجرد ركض خلف كرة. إنها، كما كان يراها كتاب كبار مثل جرانت وال، ظاهرة ثقافية وإنسانية فريدة، نظام متكامل من القواعد التي لا تقيد الإبداع، بل توجهه وتصقله، وتخلق ذلك التوتر الدرامي الذي يجعل كل مباراة حكاية بحد ذاتها.
الأسئلة الشائعة
ما هي أساسيات كرة القدم؟
أساسيات كرة القدم تشمل وجود فريقين يتنافسان لتسجيل الأهداف باستخدام الكرة ضمن زمن محدد (90 دقيقة). يُسمح باستخدام القدم والرأس فقط، ويُمنع لمس الكرة باليد إلا من قبل الحارس داخل منطقة الجزاء. تشمل الأساسيات أيضًا التمرير، التسديد، التمركز، واللعب الجماعي ضمن قوانين محددة من الفيفا.
كم عدد الطرد الذي ينهي المباراة؟
إذا قلّ عدد لاعبي أحد الفريقين عن 7 لاعبين بسبب الطرد أو الإصابات، تُنهى المباراة تلقائيًا ويُعتبر الفريق منسحبًا، كل فريق يبدأ بـ11 لاعبًا، والطرد يتم باستخدام البطاقة الحمراء.
الفيفا يعتبر أن أقل من 7 لاعبين لا يضمن عدالة اللعب، لذا تنتهي المباراة في هذه الحالة.
ما هي قوانين الانسحاب في كرة القدم؟
الانسحاب قبل أو أثناء المباراة يؤدي لاعتبار الفريق خاسرًا بنتيجة قانونية (عادة 3-0)، وقد يُفرض عليه غرامة أو عقوبات إضافية، الانسحاب المتعمد قد يؤدي إلى خصم نقاط أو استبعاده من البطولة حسب لائحة البطولة، الاتحاد المنظّم يحدد العقوبات وفقًا للوقت والسبب وظروف الانسحاب.